اللواء محمد الغباري: إسرائيل تسعى لإثارة القلق حول قدرات الجيش المصري بحملات إلكترونية

منذ 6 ساعات
اللواء محمد الغباري: إسرائيل تسعى لإثارة القلق حول قدرات الجيش المصري بحملات إلكترونية

قال اللواء محمد الغباري المدير السابق لكلية الدفاع الوطني إن إسرائيل عززت منذ فترة طويلة دور الضحية لتبرير موقفها العدائي تجاه أي قوة ناشئة في جوارها. وأشار إلى أن الجيش المصري يشكل اليوم مصدر قلق حقيقي لإسرائيل لأنه جيش محترف ويمتلك أسلحة حديثة.

وأضاف الغباري، خلال حواره مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج “نظرة” المذاع على فضائية صدى البلد، أن هذا الموقف ليس جديدا. بل إن الأمر يعود إلى عام 1983، عندما أعلن شمعون بيريز في الكنيست أن إسرائيل لن تخوض حرباً مباشرة ضد جيش آخر، بل يجب أن تحافظ على مكانتها باعتبارها الجيش الأقوى في المنطقة، وأن تحاول تقسيم الدول العربية ودفعها إلى الصراع الداخلي. وهذا يفسر لماذا تم الاعتماد في وقت لاحق على حروب الجيل الرابع والحروب بالوكالة بدلاً من المواجهة المباشرة.

وأشار إلى أن استراتيجية مصر بعد 30 يونيو/حزيران، والتي تهدف إلى بناء قوة عسكرية شاملة على مدى 15 عاما، أثارت قلق إسرائيل، حيث سعت البلاد إلى إضعاف أي قوة عسكرية مجاورة. ولذلك تحاول إسرائيل التشكيك في قدرات الجيش المصري، وتستخدم حملات دعائية لتضخيم التهديدات المزعومة.

وأكد الغباري أن إسرائيل تدرك جيداً أن مصر لا تشكل تهديداً هجومياً، بل هي الدولة الأكثر حاجة للسلام والاستقرار. لقد استعادت مصر أراضيها من خلال معاهدة السلام ولم تعد بحاجة إلى الحرب. وفي الوقت نفسه، ترى إسرائيل أن السلام ضرورة لإبعاد الكتلة المصرية الحيوية عن حدودها. وأكد أن تل أبيب تسعى حالياً إلى تعزيز وجودها في الشمال، وخاصة في مرتفعات الجولان.

وأضاف أن مصر نجحت للمرة الأولى في كسر توازن القوى مع إسرائيل من خلال صفقة طائرات الرافال. وأثار هذا الأمر غضب تل أبيب ودفع واشنطن إلى الضغط على باريس وتعريض الاتفاق للخطر من خلال هجمات إرهابية. وأشار إلى أن مصر توسعت لاحقا في إمداداتها من الأسلحة إلى روسيا والصين، حتى تظل البلاد مستقلة عن مصدر واحد.

وأكد الغباري أن إسرائيل لا تريد أن تصبح مصر قوة كبرى في المنطقة مرة أخرى، خاصة بعد خروج سوريا من ميزان القوى. ولهذا السبب حاولت إسرائيل منع توسع القدرات المصرية. لكن مصر كانت على علم بهذه الخطة مبكراً، وعملت على إعادة تنظيم قواتها المسلحة وتمركزها على الأرض. وتم إنشاء قواعد عسكرية في الشمال والغرب لتحقيق توزيع استراتيجي مخطط بعناية وبالتالي زيادة الجاهزية العملياتية.

وأشار إلى أن سيناء تظل ساحة معركة مركزية في هذا الصراع. ولكن استمرار وجود القوات المسلحة المصرية هناك وتعزيز قدراتها الإنتاجية والقتالية يعد في حد ذاته رسالة رادعة واضحة لكل من يجرؤ على تهديد الأمن القومي المصري.


شارك