لماذا ترفض إسرائيل وساطة مصر في التفاوض مع حماس؟.. اللواء هشام الحلبي يوضح

أكد اللواء الدكتور هشام الحلبي، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا للدراسات الإستراتيجية، أن الادعاءات المتكررة بوجود بنية تحتية عسكرية مصرية متطورة في شبه جزيرة سيناء تفتقر إلى أي أساس عسكري أو قانوني. وأكد أن هذه الإدعاءات صدرت عن أشخاص عاديين، من سياسيين وباحثين، تحدثوا بعقلية الحرب العالمية الأولى، ولم يكن لديهم أي فهم حقيقي لتطور الأسلحة الحديثة ووسائل الردع.
وأضاف الحلبي، خلال لقائه ببرنامج نظرة الذي يقدمه حمدي رزق على بوابة البلد، أن الوجود العسكري المصري في المنطقة «ج» في شبه جزيرة سيناء يخضع لأحكام واضحة من اتفاقية السلام بشأن أعداد القوات وأنواع الأسلحة، ويخضع لمراقبة دقيقة من قوة متعددة الجنسيات لا تضم مصريين ولا إسرائيليين. ولم يتم تسجيل أي خروقات حتى الآن من الجانب المصري.
وأشار إلى أن من زعموا أن مصر تبني بنية تحتية عسكرية يحكمون على الأمور وفق مفاهيم عفا عليها الزمن، لأن القوات المسلحة الحديثة لا تحتاج إلى تواجد فعلي على الحدود. الأسلحة الحالية متطورة للغاية، وأنظمة الاستطلاع الإلكترونية تراقب كل شيء دون الحاجة إلى الاتصال المباشر.
وأشار إلى أن مصطلح “الهيكل العسكري” تم استخدامه بشكل مضلل. ولا يتضمن الاتفاق هذا المصطلح، بل يحدد فقط قوة القوات المسلحة ونوع التسليح. وأضاف أن من يستخدم هذا المصطلح إما أنه ليس لديه علم بالتفاصيل العسكرية أو أنه يحاول إثارة البلبلة.
وأشار إلى أن الشائعات التي تتحدث عن قيام الجيش المصري بمضايقة إسرائيل كاذبة. وأشار إلى أن هناك احترام وتقدير متبادل بين الجانبين فيما يتعلق بالقواعد العسكرية، وأن القادة العسكريين الإسرائيليين يدركون جيداً قدرات الجيش المصري.
وفيما يتعلق بمحاولات التشكيك في دور مصر، قال الحلبي إن هناك حملة ممنهجة تهدف إلى إبعاد مصر عن دورها المركزي كوسيط نزيه في مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأضاف: “إسرائيل لا تريد أن تكون مصر وسيطا قويا ومؤثرا، وتحاول إضعاف حضورها في عملية التفاوض لصالح أطراف أخرى أقل تأثيرا”.
وأشار أيضاً إلى أن حماس لا تملك ترف اختيار وسيطها الخاص، قائلاً: “لا يوجد بديل حقيقي لمصر. نحن ندعم القضية الفلسطينية ونتعامل مع هذا الأمر بحكمة ومهنية، رغم كل الأكاذيب والشائعات التي تُنشر”.