الوزراء: نسعى لتخفيف تداعيات الظروف العالمية على المواطن المصري

اجتمع رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم، مع أعضاء اللجنة الاستشارية للاقتصاد الكلي. يتم مناقشة مواضيع وملفات مختلفة هنا.
واستهل رئيس الوزراء الاجتماع بالقول إننا ناقشنا في السابق التحديات الاقتصادية العديدة التي تواجهها مصر حالياً على المستويين العالمي والإقليمي والتي تؤثر على البلاد بسبب التطورات الجارية. وأشار إلى أنه نظراً لحجم التأثيرات الكبيرة لهذه التحديات، تعمل الحكومة على تطوير السيناريوهات لمواجهتها. وهذا من شأنه أن يساعد في الحفاظ على النجاحات التي تحققت خلال الفترة الماضية وضمان استمرار الاستقرار الاقتصادي.
في هذا السياق، قال الدكتور مصطفى مدبولي: “نحن مهتمون دائمًا باختلاف الرؤى والأفكار. ولمواجهة التحديات المختلفة، كُلِّفت مجموعة الشؤون الاقتصادية بالوزارة، بالتعاون مع مختلف اللجان الفنية، بوضع مجموعة من السيناريوهات لمواجهة التحديات المختلفة واستكشاف الفرص الممكنة التي يمكن استغلالها”.
وقال المستشار محمد الحمصاني المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء إن الاجتماع أكد على ضرورة معالجة التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد واتخاذ سلسلة من الإجراءات لمواجهتها.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الاجتماع تناول عدداً من القضايا المتعلقة بتأثير التحديات، ومنها تأثير الإجراءات الأميركية بفرض الرسوم الجمركية والحلول المقترحة في هذا الشأن. وقد تم تحليل أسباب مشكلة هذه الإجراءات وتوضيح نتائجها واقتراح عدد من الحلول وإظهار الآثار المرجوة من هذه الحلول على الميزان التجاري للبلاد والصناعة المحلية.
وتم خلال اللقاء التأكيد على أن الدولة مستعدة لمواجهة كافة التحديات، وأنه في ظل هذه التحديات والإجراءات الأخيرة هناك عدد من الفرص التي يمكن استغلالها. ويمكن استغلال هذه الفرص على المدى القريب والبعيد من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين سلاسل إمداد الغذاء في مواجهة صدمات الأسعار الخارجية مع حشد الاستثمارات الأجنبية في مصر بما يتماشى مع خطط التنمية الاقتصادية للدولة والمقترحات الأخرى التي طرحها أعضاء اللجنة للمناقشة.
كما سلط الاجتماع الضوء على العديد من المقترحات والتوصيات التي تقدم بها أعضاء اللجنة الاستشارية في هذا الشأن. وتم التركيز بشكل خاص على أهمية مواصلة إجراءات الإصلاح الهيكلي التي بدأتها الحكومة مع ضمان إنشاء ودخول تحالفات وشراكات استراتيجية على المستوى العالمي.
كما تم تخصيص جزء من الاجتماع لمناقشة التأثير النسبي للتحديات والتدابير الأخيرة على الأسواق الناشئة، فضلاً عن الفرص التي توفرها الحروب التجارية. ويتضمن ذلك التركيز على القطاعات التي تشهد نمواً في التجارة العالمية، مثل الزراعة والأغذية والأدوية ومعدات المكاتب ومعدات الاتصالات والأجهزة الدقيقة والنقل، والعمل على زيادة الصادرات من هذه القطاعات. كما أن هناك فرصة للاستفادة من اتفاقيات التجارة الإقليمية في هذا الصدد من خلال الاستفادة من التغيرات الديناميكية التي طرأت على مستوى التجارة العالمية في الفترة 2021-2024، حيث بدأت الدول الأصغر تلعب دوراً أكبر في هذه التجارة، بالإضافة إلى انتعاش التجارة بين الدول المتباعدة جغرافياً.
كما أكدت أهمية التركيز على عدد من القطاعات، وفي مقدمتها السياحة، نظراً لما تتمتع به مصر من تنافسية عالية في هذا القطاع. كما تم التركيز على توطين عدد من الصناعات للاستفادة من الظروف والتحديات العالمية الراهنة والتخفيف من آثارها على الشعب المصري.
وفي الوقت نفسه، أشار المتحدث الرسمي إلى أن اتحاد الصناعة أعد أيضاً دراسة حول كيفية التعامل مع الأزمة الحالية وسبل الاستفادة من نقاط القوة وزيادة الصادرات في عدد من القطاعات. وشدد على ضرورة الإعلان بشكل عاجل عن خطة لدعم تصدير العديد من المنتجات، وخاصة في قطاع الملابس الجاهزة. وأكد في الوقت ذاته أهمية التشاور مع عدد من الشركات المتخصصة بشأن التصاميم المناسبة للأسواق المستهدفة ومواصلة العمل على إصلاح مناخ الاستثمار بشكل عام وخاصة في المجالات الجمركية والضريبية.
وفي ختام الاجتماع أعلن رئيس الوزراء أن التوصيات المقترحة سيتم دراستها بشكل تفصيلي وعرضها على المجموعات الوزارية المتخصصة. ومن المهم تحديد عدد محدد من هذه النقاط التي يمكن الاتفاق عليها، ومن ثم العمل على تنفيذها في ضوء نتائج المناقشات.