شيخ الأزهر: يجب أن نتأدب مع نبينا الكريم فلا نناديه باسمه مجردا

منذ 3 أيام
شيخ الأزهر: يجب أن نتأدب مع نبينا الكريم فلا نناديه باسمه مجردا

وقال فضيلة الإمام الأكبر إن الدعاء في القرآن الكريم له أكثر من معنى، وأن معناه اللغوي هو الطلب. وأوضح أن الطلب من الأعلى إلى الأدنى هو أمر، والطلب من الأدنى إلى الأعلى هو طلب. ولكن إذا وقع بين اثنين متساويين في الدرجة أو من خادم إلى خادم فهو غامض. وأشار إلى أن صيغة العريضة هي في كل الأحوال أمر، حتى لو كانت موجهة من الأدنى إلى الأعلى. ومنها قوله تعالى: (ربنا اغفر لنا) و(ربنا آتنا في الدنيا حسنة). إن الفعلين “اغفر لنا وأعطنا” هنا أفعال أمر من حيث الشكل والصيغة، ولكنها تقتصر على ذلك في صيغتها، ويتغير معنى فعل الأمر هنا إلى معنى الدعاء أو الطلب، وعلى العكس من ذلك، إذا انتقل من الأعلى إلى الأسفل فهو أمر. وأضاف أنه ليس أمراً إذا صدر بين شخصين متقاربين في الدرجة أو متساويين في المكانة، لأن الأمر الحقيقي لا يأتي من الأعلى إلى الأدنى، بل هو موجه من الله تعالى إلى العبد، ولذلك يسود اللبس بين المتناظرين.

وفي الحلقة 26 من برنامج “الإمام الطيب”، أوضح الإمام الطيب أن معنى الدعاء في قوله تعالى: (لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً)، هو النداء كما كان بعض الصحابة -صلى الله عليه وسلم- يناديه باسمه. وقد بين الله تعالى لهم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- له قدسية، وأنه ينبغي لنا أن نحترمه لأنه حامل الوحي، عملاً بقوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيْهِ). والوحي هنا يرفعه -صلى الله عليه وسلم- إلى مصاف البشر الكامل. وأشار إلى أننا عندما نتأمل حياته الشريفة فإننا نجزم أن الإنسان العادي لا يطيق ذلك، وأنه لا يمنح ما منحه هذا النبي الكريم، لأن الله تعالى هو الذي رباه ورزقه هذه الفضائل، قال تعالى -صلى الله عليه وسلم-: (إن ربي رباني وأحسن تعليمي). الشخصية التي تمتلك هذه الخصائص يجب أن تكون معروفة لمن حولها. قيمته: إذا دعوه فإنهم لا ينادونه إلا: يا رسول الله، أو يا نبي الله.

وأكد سماحة الإمام الطيب على ضرورة مراعاة الأخلاق الإسلامية عند التعامل مع كبار السن بشكل عام. ولا ينبغي أن يُخاطبوا باسمهم الأول فقط، بل يجب أن تسبق أسماؤهم عبارة “صاحب السعادة” أو غيرها من كلمات التقدير والاحترام. وأشار إلى أن هناك تراجعاً مفاجئاً في التعليم في المنازل والمؤسسات التعليمية، وأن نوعية الوسائط الإعلامية التي يتلقاها الأطفال عموماً تراجعت. يضاف إلى ذلك أن أطفالنا اليوم يتأثرون بالأجهزة الإلكترونية الحديثة التي بدأت تتلاعب بفطرتهم وتشوهها وتجبرهم على سلوكيات لا تتوافق مع تقاليدنا وأخلاقنا الإسلامية. ورغم كل هذا فإن الله تعالى يرسل إلى هذه الأمة من يحميها من السحب السوداء المظلمة القادمة نحونا من الغرب.

وعن سبب نزول الآية الكريمة التي يقول الله تعالى فيها: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب منك أجيب دعوة الداع إذا دعان}، قال الإمام الطيب: إن هذه الآية نزلت جواباً لسؤال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألوه: هل ربنا قريب فنتوكل عليه أم بعيد فندعوه؟ “القرب” هنا ليس معناه قرب المكان أو الوجود، بل قرب العلم والسمع والرحمة. وأضاف: “إن الله تعالى يحب أن نلجأ إليه دائمًا بالدعاء، فإن طاعته لا تنفعه، ومعصيته لا تضره. ولكن صفات الذات الإلهية، كالعز والعفو والمغفرة، تقتضي من العبد أن يلجأ إليه سبحانه بالدعاء، طالبًا الرحمة والعفو والمغفرة”.

وختم سماحته بالإشارة إلى أن الفرق بين الدعاء والحمد هو أن الدعاء هو ذكر لله، أما الحمد فهو حمد وتمجيد وتقديس لله تعالى. وأشار إلى أن الدعاء صدقة جارية إذا جاء من ولد صالح، عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له». فدعوة الولد الصالح صدقة جارية، يذهب ثوابها إلى من دعا له، سواء كان أباً أو أماً. وأوصى كل من يلجأ إلى الله بالدعاء أن يتوكل على الله، وأن يعلم أنه لا ملجأ له إلا إلى من يتوجه إليه بالدعاء، وأن سائر العباد مثله لا يضرهم ولا ينفعهم.


شارك