عبد الله السالم.. “دي ناتالي السعودي” رهان رونار الجديد

منذ 4 شهور
عبد الله السالم.. “دي ناتالي السعودي” رهان رونار الجديد

في أول استدعاء لمهاجم المنتخب السعودي لكرة القدم، استدعى المدرب الوطني هيرفي رينارد، عبدالله السالم، إلى قائمة المنتخب الوطني للجولتين المقبلتين من تصفيات كأس العالم 2026. وذلك على الرغم من افتقاره للخبرة الدولية وعمره الذي يزيد عن 32 عاماً.

عندما تنظر إلى قائمة أعظم المنتخبات الوطنية في التاريخ، ستلاحظ حتما بعض الأسماء التي استغرقت وقتا طويلا للوصول إلى قمة المجد الدولي، على الرغم من سنوات من الأداء القوي مع الأندية.

وتنطبق هذه القاعدة تماماً على مهاجم الخليج عبدالله السالم، الذي يستعد وهو في عمر 32 عاماً وثلاثة أشهر لإنهاء مسيرته الدولية مع المنتخب السعودي مبكراً لأول مرة في مسيرته، حيث يعد من آخر اللاعبين الذين خاضوا مباراته الدولية الأولى مع الخضر في مثل هذا العمر المتقدم.

التاريخ لا يخدم المقاتلين. أمثلة أوروبية مذهلة

ولا يعد استدعاء عبدالله السالم للمنتخب الوطني لأول مرة وهو في الثانية والثلاثين من عمره أمراً غريباً بالنسبة لجماهير كرة القدم الدولية. وقد سار بالفعل نجوم آخرون على نفس الطريق الذي يسلكه حاليا، وأبرزهم مهاجم أودينيزي أنطونيو دي ناتالي.

لم يحصل دي ناتالي على فرصة أن يصبح لاعباً أساسياً في المنتخب الإيطالي إلا عندما تجاوز الثلاثين من عمره، على الرغم من أنه كان هداف الدوري الإيطالي لعدة مواسم.

لكن بإصراره وإصراره، أجبر الجميع على منحه هذه الفرصة المتأخرة لترك بصمته على المنتخب الإيطالي، حتى ولو جاءت متأخرة.

كما تأخر استدعاء جيمي فاردي للانضمام للمنتخب الوطني للمرة الأولى. قضى فاردي سنوات في الظل في الدوريات الأدنى قبل أن يبرز فجأة على الساحة مع ليستر سيتي ويقود الفريق إلى لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2016.

ورغم أنه كان يبلغ من العمر 28 عاماً عندما تم استدعاؤه للمرة الأولى، إلا أن عدوانيته جعلت الجميع يتساءل: أين كان هذا المهاجم مختبئاً كل هذه السنوات؟

وحتى في الدوري الإسباني كان هناك مثال مماثل مع خوسيلو. ورغم نشاطه لفترة طويلة في أندية مثل ريال مدريد وإسبانيول وبرشلونة، إلا أنه لم يشارك لأول مرة مع المنتخب الإسباني إلا في سن الثلاثين، وساهم في فوز الفريق ببطولة أوروبا 2024 تحت قيادة المدرب لويس دي لا فوينتي، الذي أحيا فكرة المهاجم في لا روخا.

السالم.. حالة خاصة في كرة القدم السعودية

وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أنه قبل عبدالله السالم، لم يشارك سوى ثلاثة لاعبين سعوديين لأول مرة مع المنتخب السعودي في أواخر مسيرتهم الدولية. وكان الثلاثة حراس مرمى، وهو أمر مفهوم بالنظر إلى عدد حراس المرمى الذين حصلوا على فرصة اللعب فقط في وقت متأخر من المباراة.

وكان أبرزهم حسن العتيبي الذي خاض أول مباراة دولية له إلى جانب أحمد الكسار ومصطفى ملائكة وعمره 33 عاماً و8 أشهر.

لكن المفارقة في حالة السالم تكمن في مركزه كمهاجم، حيث يكون اللاعبون في هذا المركز عادة تحت الأضواء منذ الصغر، ويتم مراقبة معدل تسجيلهم للأهداف منذ الصغر.

ولكن في حالة عبدالله فإن الظروف والمنافسة الشديدة داخل “الصقور الخضر” وتألق أسماء أخرى، كل ذلك أدى إلى تأجيل هذه اللحظة التي طال انتظارها حتى يصل اللاعب إلى كامل نضجه كلاعب كرة قدم.

لا شك أن الظهور الأخير لعبدالله السالم بالقميص الأخضر يحمل رسالة عميقة لجيل كامل من اللاعبين في الدوري السعودي، فمهما كانت اللحظة المناسبة فإن المهم هو أن نكون مستعدين لها عندما تأتي، كما كان دي ناتالي وفاردي وخوسيلو.

المستطيل الأخضر لا يعكس الوقت فحسب، بل الحاضر أيضًا. والحاضر يخبرنا أن عبدالله السالم يستحق الانضمام للمنتخب الوطني، حتى لو اضطر للانتظار عقداً آخر لتحقيق هدفه.


شارك