هل يصوم مرضى الكبد والسرطان في رمضان؟.. استشاري أمراض الباطنة يرد

منذ 4 ساعات
هل يصوم مرضى الكبد والسرطان في رمضان؟.. استشاري أمراض الباطنة يرد

دكتور. أجاب الدكتور شعبان التهامي، أخصائي الأمراض الباطنية، على سؤال: هل للصيام آثار إيجابية وسلبية على الصحة الجسدية، خاصة لدى المصابين بالأمراض المزمنة؟ وأكد أهمية الصيام لصحة الجسم ودوره في علاج وتحسين حالة العديد من المرضى، كمرضى أمراض القلب والأوعية الدموية والكبد والسرطان. كما أوصى باتباع نظام غذائي خلال شهر الصيام يناسب الأصحاء والمرضى.

دكتور. وتابع شعبان التهامي: “هذا الحديث الشريف بليغ، إذ يلخص فوائد الصيام العظيمة التي فرضها الله تعالى على جميع البشر، واختار المسلمين لصيام شهر رمضان المبارك. بل إنه أعلن أن الصيام في هذا الشهر الكريم هو الركن الرابع من أركان الإسلام الخمسة، مؤكداً على أهمية الصيام لصحة جسم الإنسان. وفي الواقع، تشير العديد من الدراسات العلمية إلى أهمية الصيام والامتناع عن الطعام والشراب لفترات زمنية معينة. لا شك أن الإفراط في تناول الطعام يضع ضغطاً كبيراً على الجسم، والصيام يخفف هذا العبء الثقيل.

وأضاف التهامي: “إن آلية الشفاء في الصيام تعتمد على أن الجسم من خلال التجويع يبحث عن مصادر طاقة بديلة عن الطعام. لذلك فهو يستخدم سكر الدم (الجلوكوز) ثم يستخدم الدهون المخزنة في الجسم للحصول على الطاقة. خلال هذه العمليات المعقدة التي يقوم بها الجسم أثناء الصيام، يتم التخلص من السموم وتجديد الأنسجة التالفة. ويساعد الصيام أيضًا على تقوية جهاز المناعة، مما يقاوم الأمراض ويساعد في محاربة العديد من الأمراض، وخاصة أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز الهضمي. “الصيام يعمل أيضًا ضد الأورام السرطانية.”

الصيام وأمراض القلب والأوعية الدموية

وقال أخصائي الطب الباطني إن الصيام ينظف الجسم من السموم ويقوي جهاز المناعة. وهذا يجعل الجسم أكثر مقاومة للأمراض ويقلل من خطر الإصابة بها وخاصة أمراض القلب. ثبت أن الصيام لأكثر من 14 ساعة يومياً يوفر نحو 10% من الدم الذي يضخه القلب إلى مختلف الأعضاء، مما يريح القلب والأوعية الدموية ويحسن صحة القلب.

ووجد أن الصيام ليس له آثار سلبية على مرضى القلب الذين يتمتعون بصحة مستقرة. بل إن له تأثيرات إيجابية على مرضى القلب: حيث إن استهلاك الدهون المخزنة في الأوعية الدموية يقلل من خطر انسداد الأوعية الدموية وبالتالي تكون جلطات الدم. كما أنه يسهل تدفق الدم عبر الأوعية إلى الأعضاء.

وتابع أخصائي الطب الباطني: «يرغب الأطباء في تقديم بعض النصائح لمرضاهم حتى يتمكنوا من الصيام دون حدوث مضاعفات. وهذه النصائح هي:

  • الإفطار: حساء خفيف، ويفضل حساء الخضار.
  • تناول الأطعمة الصحية المعتمدة على الخضروات والفواكه.
  • تجنب الأطعمة المقلية والدهون والأطعمة المقلية.
  • لا تأكل الكثير من السكر.
  • من الضروري شرب كمية معتدلة من الماء بين الإفطار والسحور.
  • لتعزيز تدفق الدم في الأوردة والشرايين، من الضروري القيام بتمارين بسيطة مثل المشي.

وأشار إلى أن الأطباء يصفون نظاماً غذائياً لمرضى القلب أثناء الصيام. وهي وجبة إفطار أولية بعد أذان المغرب، تتكون من حساء دافئ ومشروب حلو إلى حد ما.

يتم تقديم وجبة الإفطار الرئيسية بعد نصف ساعة وتتكون من السلطة الخضراء والبروتينات والنشويات والبقوليات بكميات قليلة حتى لا تضر بصحة المريض. بعد ذلك يتناول المريض وجبة ثالثة تتكون من الفاكهة أو الحلويات البسيطة. وأخيراً تأتي وجبة السحور التي لا تخلو من الزبادي أو اللبن الرائب، بالإضافة إلى كثرة الفول الذي يعطي للمريض شعوراً بالشبع خلال فترة الصيام.

وأكد أن الصيام غذاء مفيد للجهاز الهضمي، إذ يساعد في علاج متلازمة القولون العصبي واضطرابات الأمعاء. إلا أنها قد تكون ضارة لمرضى قرحة المعدة، لذا ينصح بتناول الأدوية المضادة للحموضة أثناء السحور لتجنب المضاعفات. يجب على مرضى الكبد استشارة الطبيب بالتأكيد قبل الصيام، لأن الصيام قد يكون محفوفًا بالمخاطر في بعض الحالات. وهذا يتفق مع جواز الإفطار في حالة المرض شرعاً.

واختتم قائلاً: «بالنسبة لمرضى السرطان، فإن الصيام يعتمد على نوع المرض ومرحلة العلاج. وينصح مرضى سرطان الدم أو الذين يخضعون لعلاج كيميائي مكثف بالإفطار، في حين يمكن للآخرين الصيام إذا اتبعوا تعليمات الطبيب. يُعتقد أن الصيام يمكن أن يزيد من فعالية بعض أدوية علاج السرطان. ومع ذلك، فإن القرار النهائي يقع على عاتق الطبيب المعالج، الذي يجب أن يؤكد على اتباع نظام غذائي متوازن ومعزز للصحة أثناء الصيام.


شارك