سورية ما بعد الأسد.. إنهاء الانقسامات وتصفير المشكلات

منذ 6 شهور
سورية ما بعد الأسد.. إنهاء الانقسامات وتصفير المشكلات

والحقيقة أنه لا تزال هناك جدل حول ما يريده الشرع من سوريا، وما هو المتوقع منه في شكل الدولة السورية على المستويين الأمني والعسكري، وما هو التوجه العسكري والأمني الذي لن يخفى عليه أحد. العالم كله يراقب الآن سلوك الشرع في كافة الاتجاهات، بما في ذلك الحفاظ على الأقليات، وعلى الأرجح أن الشرع يدرك أكثر من أي وقت مضى أنه في دمشق وليس في إدلب، لذا فإن الخطوة الأولى على الخارج الصعيد هو أن القيادة العسكرية اجتمعت مع سفراء الأردن ومصر وإيطاليا لشرح الاتجاه العام لهذه المرحلة، وهي رسالة للعالم الخارجي بأن سوريا ستفعلها وهي مفتوحة للجميع وليست بالصورة التي يريدها البعض. نشر الأخبار بأن الجماعات الجهادية قد وصلت إلى السلطة وتحول سوريا إلى أفغانستان جديدة.

وإذا أردنا مقاربة السياسة الشرعية تجاه إسرائيل، فيمكننا مقاربتها من زاويتين: الأولى هي أولويات المستوى التالي، أو يمكن أن نقول التأسيس (الشرعية)، وهذا يتطلب التركيز على مسألتين أساسيتين: الأولى هي إشراك الدولة الإسلامية. القوى السياسية السورية وكافة الأطراف السورية في الحكم على أساس الدور والتمثيل قبل البدء بعملية تعديل أو صياغة الدستور، حيث أن هذه العملية تحمل نوايا حسنة تجاه العديد من القوى السياسية السورية يتطلب ثانياً، أن يتعلق الأمر بالاستقرار الاقتصادي وتلبية الاحتياجات اليومية للسوريين بعد سنوات من التراجع والانهيار الاقتصادي، وهذا يعود بحق إلى مكان الأمن والاستقرار لجميع المناطق السورية، إذ لا يخفي الاتحاد الأوروبي، أن رفع إن العقوبات المفروضة على سوريا مرتبطة بإجراءات عملية على الأرض لتحقيق العيش المشترك والتمثيل لجميع السوريين.

أما الجانب الثاني فيتعلق بالقضاء على مشاكل الجوار وتحويل سوريا من دولة تسبب المشاكل وزعزعة استقرار المنطقة إلى دولة تساهم وتشارك في الأمن الإقليمي وهنا تأتي إسرائيل في صف القضاء على المشاكل والاختبار. قدرة الشريعة على السيطرة على العديد من القوى غير المنظمة في هذا الوقت. والحقيقة أن مصلحة الشريعة اليوم هي تحويل سوريا إلى ساحة هادئة وآمنة ومطمئنة للجوار، وخاصة في مواجهة العراق. والتي، بحكم طبيعة العلاقات التاريخية والجيوسياسية بين البلدين وربما استقرار العلاقات مع العراق، تتوقع وتراقب بعناية كل التطورات على الأراضي السورية، تقدم لسوريا الجديدة فرصة ذهبية للاستقرار الاقتصادي، وحجم التجارة بين البلدين. دولتان وقدرة العراق وسوريا على المستوى الاقتصادي بما يخدم الجانبين، ويجب على الحكومة الجديدة في سوريا أن تعمل على ذلك، وبالطبع الأردن الذي يخشى أيضاً وجود الحكم الإسلامي في سوريا الذي ويجب التنسيق على كافة المستويات.

إن العودة إلى إسرائيل وهجماتها المتكررة على مواقع سورية حساسة، تمثل إحراجاً للنظام الجديد، الذي يختبر في الوقت نفسه نواياه ويضع قواعد جديدة منذ البداية. ونفذت إسرائيل خلال يومين فقط أكثر من 300 عملية عسكرية من خلال هجمات على الأراضي السورية، مما شكل عامل ضغط على الشرع في هذه المرحلة التي يحاول فيها اكتساب الشرعية السورية.

ورغم أن هناك تقارباً في المصالح بين إسرائيل والقيادة السورية الجديدة في إنهاء وجود الميليشيات في سوريا، وهو ما كان أولوية الشرع في أول ظهور له بعد اجتياح دمشق وصرح بذلك علناً أيضاً، فإن إسرائيل لن تكتفي بهذا العطاء. نوع من التصريحات وسيستمر في استهداف المواقع السورية.

ولكن في الوقت نفسه، فإن استمرار إسرائيل في الهجمات والتوغلات داخل الأراضي السورية من شأنه أن يؤدي مرة أخرى إلى إثارة الفوضى في سوريا. لذلك، يجب على إسرائيل أيضاً أن تدرك أن الضغوط المتزايدة على سوريا تخلق انفجاراً على مبدأ الحرية. الثورة ليست سوريا بشار الأسد. لقد ارتكزت على سياسة صيدنايا وتكميم الأفواه، ولا أعتقد أن الشريعة الآن تنص على المواجهة، ولا حتى على المستوى المحلي، ناهيك عن إسرائيل، وهو ما حدث أيضاً على نطاق واسع مع قواتها في البلاد. غزة . لبنان والمناطق الأخرى، ومن هنا يمكن صياغة الأمن الإقليمي والعمل على تخليص سوريا من الإرث الفتني والمدمر الذي ظل عبثاً على مدى خمسة عقود.

أما الثانية، فهي تصفي الشركاء مع الجوار، وتحويل سورية من بلد تنتج المشاكل وزعت بشكل نهائي لبلد مساهم وشارك في العمل الأمني، وبالتالي أثر إسرائيل على الخط في مسألة تصفيات المشاكل وتحاول قدرة الشرع في السيطرة على الكثير من القوى العاملة عسكرية غير منظمة في المرحلة الحالية، وفي حالة الولاية الشرع اليوم في تحويل سورية إلى ساحة آمنة ومطمئنة لجوار الدرجة الأولى نحو العراق؛ الذي يترقب ويراقب بدقة كل ما يحصل عليه الشخص السوري، بحكم طبيعة تاريخية وجيوسياسية بين المشتركة، بدلا من الاستقرار توافق مع العراق ؟؟؟ فرصة جديدة للاستقرار الاقتصادي يحكم حجم التجارة بين الحضور، وقدرة العراق على الدعم سورية على المستوى الاقتصادي بما في ذلك الخادمة الطرف، وهذا ما يجب أن تعمل مع الحكومة الجديدة في سورية، وبطبيعة الحال الأردن الذي يخشى هو الآخر وجود حكم بصيغة إسلامية في سورية والذي يجب أن يتم الانتهاء منه على كل المستويات.

عودة إلى مسألة استهداف و استهدافها المكرر لمواقع سورية لا تقلق، لا شيء إحراجاً للحكم الجديد، واختبار نوايا في الوقت لذلك تحتاج إلى متطلبات جديدة منذ البداية، لكي تحتاج فقط إلى إسرائيل أكثر من 300 ضربة على الغطاء العسكري الشرع في هذه المرحلة التي تحاول أن تكسب فيها الشرعية السورية.

وعلى الرغم من أن هناك تتوصل مصالح بين الإسرائيليين والقيادة السورية الجديدة التي في مصير الوجود المليشياوي في السورية، والذي كان يمنع الشرع في أول ظهور له بعد دمشق، وصرح بها بشكل علني إلا أن إسرائيل لن تلتزم بهذا النوع من التصريحات وسوف تستمر في استهداف المواقع السورية.

ولكن في الوقت نفسه، تمادي الإسرائيلي في الضربات والتوغل في الداخل لذلك من الضروري أن يفتح الفوضى في سورية، لذلك إسرائيل أن تعي أن زيادة ضغط عم فسورية اليوم التي استندت إلى الحرية والثورة ليست سورية بشار الأسد الذي كان يرتكز على بناء (صيدنايا) وأغلق كل الأفواه، ولا أعتقد أن الشرع الآن في وارد أي مواجهة حتى على المستوى محليا، لماذا ضد إسرائيل التي تمادت بقواتها العسكرية في غزة ولبنان في مناطق أخرى، ومن هنا يمكن العمل على العمل الحكومي على تخليص سورية من إرث المشاغب والتخريبي الذي ظل على مدى خمسة عقود من الزمن دون جدوى.


شارك