لماذا لم يقاتل عناصر الجيش السوري قوات المعارضة ؟

منذ 4 شهور
لماذا لم يقاتل عناصر الجيش السوري قوات المعارضة ؟

أظهرت وثيقة عُثر عليها في مقر المخابرات الجوية بدمشق، أن المخابرات حذرت عناصر الجيش السوري من عقوبات إذا لم يقاتلوا المعارضة المسلحة قبل أيام من الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد.

وقالت رويترز نقلا عن تصريحات لضباط من قوات النظام المنحلّة، إنه على الرغم من الأوامر والتهديدات، بدأ المزيد والمزيد من الجنود والضباط في الانشقاق.

وبحسب الوثيقة المنشورة في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، اتهمت المديرية العامة للمخابرات الجوية رجالها بالإهمال في مراكز الحراسة في جميع أنحاء سوريا وهددتهم بعقوبات صارمة إذا لم يقاتلوا.

وبدلاً من مواجهة المعارضة المسلحة أو حتى المتظاهرين العزل، شوهد الجنود وهم يغادرون مواقعهم ويرتدون ملابس مدنية ويعودون إلى منازلهم. وبحسب الوكالة، كان هناك ضابطان، أحدهما متقاعد حديثا والآخر منشق. وقال إن غضب العديد من الضباط من الرتب المتوسطة تصاعد في السنوات الأخيرة لأن تضحيات الجيش وانتصاراته في زمن الحرب لم تسفر عن تحسين الأجور والظروف والموارد.

ونقلت رويترز عن العقيد مخلوف مخلوف، الذي خدم في لواء مهندسين، قوله إنه إذا اشتكى أحد من الفساد يتم استدعاؤه إلى محكمة عسكرية للاستجواب، وهو ما حدث له أكثر من مرة. وأضاف: عشنا في مجتمع مخيف.. كنا نخاف أن نقول كلمة.

وقال إن مركز عمله كان في حماة، لكنه انسحب قبل سقوط المدينة في أيدي مقاتلي المعارضة في 5 ديسمبر/كانون الأول.

وأفاد ضابط في المخابرات العسكرية أن الغضب تصاعد خلال العام الماضي، مما سلط الضوء على أن السخط على الأسد كان يتزايد حتى بين مؤيديه الأساسيين، الذين ينتمون إلى الطائفة العلوية.

وأرجعت الوكالة أحد أسباب تراجع الجيش السوري إلى عدم الولاء للقيادة، ونقلت عن جندي سابق يدعى زهير (28 عاماً)، كان يعمل في قطاع الدعم اللوجستي، قوله: “لقد رأى كيف سرق الضباط وأضاف: “كل ما كان يهمهم هو استغلال مناصبهم لتحقيق الثراء”، مشيراً إلى أنه أمضى سنوات يقاتل من أجل الأسد ضد أبناء عمومته في صفوف المعارضة لكنني كنت سعيدًا جدًا عندما تقدموا.


شارك