ما الذي يحدث لجثمانك إذا ما تبرعت به لصالح البحث العلمي بعد الوفاة؟

منذ 4 شهور
ما الذي يحدث لجثمانك إذا ما تبرعت به لصالح البحث العلمي بعد الوفاة؟

توضح إيزوبيل داكلينج، رئيس الفريق الفني للتشريح بجامعة نيوكاسل، أنه عند قبول الجثة، يقوم متعهد الطرف الذي استقبل الجثة باستلامها ثم يقوم فريق من المتخصصين بالعمل على وضع الجثة ضمن التحنيط لمدة 24 ساعة. يحتوي على الفورمالديهايد في الشرايين الرئيسية للجثة ومن ثم يتم تخزينه لمدة ستة إلى ثمانية أسابيع قبل أن يمكن استخدامه للبحث العلمي أو الدراسة الطبية.

وقال داكلينج في تصريحات لموقع بوبيولار ساينس إن من الاعتبارات المهمة التي يجب مراعاتها هو أن المتبرع هو الذي يحدد كيف سيتم استخدام جسده بعد الموت، حيث يفضل بعض الأشخاص الاحتفاظ بالجثة لأغراض التدريب في العالم الحديث. لاستخدام الطرق الجراحية أو اختبار المخدرات أو دراسات التحلل. ويفضل آخرون إرسال الجسم لاختبارات التصادم لقياس معايير السلامة في السيارات. وفي حالة اختيار الغرض من دراسة الطب، يتم نقل الجسم إلى إحدى المؤسسات العلمية أو كليات الطب، حيث يقوم الطلاب بتشريحه لاكتساب المهارات الجراحية واكتساب المعرفة المباشرة بالسمات التشريحية لجسم الإنسان.

كما تتيح جامعة نيوكاسل للمتبرع اختيار الفترة التي يمكن استخدام جسده فيها، حيث يفضل البعض ترك الجثة في منشأة الأبحاث إلى أجل غير مسمى، بينما يختار البعض الآخر ترك الجثة بعد فترة محددة من الوقت لإعادة أقاربه فترة المتوفى من الزمن. ويوضح داكلينج: “في هذه الحالة نقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة لحرق الجثة والتواصل مع أقارب المتوفى للمشاركة في مراسم الدفن”. ويؤكد داكلينج استعداد إدارة الجامعة لرعاية الجثة أثناء إخضاعها للبحث العلمي أو عمل التشريح التعليمي لأنه يجب تواجد عضوين على الأقل من أعضاء الجامعة عند التعامل مع الجثة ويتم فرض قيود وإجراءات إشراف في الأماكن التي يتم فيها تخزين الجثث والأعضاء البشرية المتبرع بها.

ويجب أن يؤخذ في الاعتبار أن المتطلبات التنظيمية للجهات المانحة تختلف من بلد إلى آخر، وكذلك من منظمة إلى أخرى. ومن المهم الإشارة إلى أن بعض هذه الخدمات غير ربحية وغالباً ما تكون تابعة للجامعات الأمريكية، والبعض الآخر لا يهدف إلى الربح. ونظرًا لأهمية السرعة والتوقيت عند التعامل مع الجثث المتبرع بها، فإن نطاق هذه الخدمات يتم توزيعه على أساس جغرافي. على سبيل المثال، إذا التحق المتبرع بجامعة كاليفورنيا ثم انتقل بعد ذلك إلى مكان إقامته إلى ولاية أخرى، فسيتعين عليه بعد ذلك ملء عنوانه. ما الجديد في البرنامج حتى يتمكن الطرف الجديد المنوط به تسلم الجثة بعد الموت من الوصول إليها في أسرع وقت ممكن؟

وجدت دراسة حديثة شملت 72 خدمة للتبرع بالجثث في أجزاء مختلفة من الولايات المتحدة أن معظم هذه البرامج لا تسمح للمتبرع باختيار طول الفترة التي يحتفظ فيها بجسده بعد الوفاة أو أنها لا توفر خيارًا واسعًا بين الأنواع المختلفة. من التدابير العلمية يجب على الجهات المانحة التي ترغب في التبرع بأجسادها بعد الوفاة لمؤسسات بحثية معينة أن تكون حذرة عند اختيار الخدمة التي تتعاقد معها. من جانبها، تشير داكلينج إلى أن أسباب التبرع بالجثة عادة ما تختلف من شخص لآخر. وتوضح: “لاحظنا مؤخراً أن المزيد والمزيد من الناس يتجهون إلى التبرع بجثثهم بسبب ارتفاع تكلفة الجنازات ومراسم الدفن. “

وتؤكد أن “التبرع بجسد للبحث العلمي هو عمل خيري هائل مهما كانت الدوافع”، وتقول وايت إن “الأثر العميق لهذا الكرم سيستمر من خلال فوائد علمية ستستفيد منها الأجيال القادمة”.

وتتيح جامعة نيوكاسل أيضًا إمكانية اختيار المتبرع على أساس زمني المدة التي يمكن أن تضيعها جثمانه، بما يتناسب مع أحكامها ترك الجثمان لدى الهيئة البحثية إلى غير مسمى، في حين تختار وأعاد الجثمان إلى أفراد المتوفي بعد فترة زمنية محددة. وأوضح دكلينج أنه “في هذه الحالة تتخذ إجراءات من أجل الإجهاض الجثمان، والتواصل مع أقرباء المتوفي للمشاركة المراسم الجنائزية”. ويؤكد دكلينج حرص إدارة الجامعة على الاهتمام بالجثمان خلال إخضاعه للبحث العلمي أو أعمال التشريح العلمي، حيث يتعين الحضور عضوين على الجامعة أثناء التعامل مع الجثمان، كما لا ألقى الضوء على أماكن تخزين الجثث والأعضاء البشرية التي يتم التبرع بها.

ولابد من ضرورة أن تطلب منكم التبرع بالجثامين وتتنوع من دولة إلى أخرى، ومن منظمة إلى أخرى كذلك، وتعرف بعض هذه الخدمات تكون غير إختيارية، وغالبا ما تكون تابعة لجامعات تونس، ومن ثم بعض الأشخاص الآخرين للكسب. ونظرا لأهمية السرعة والتوقيت عند الجثامين التي يتم فحصها يتم توزيع نطاق عمل هذه الخدمات على أساس خصوصية التبرع قام بالتبرع بالتسجيل لدى جامعة كاليفورنيا على سبيل المثال، ثم قام لاحقاً بتغيير محل سكنه إلى ولاية أخرى، فلابد أن يقوم عندئذ وقد تمكن عنوانه الجديد على البرنامج حتى يمكن للجهة الجديدة منوط الحصول على الجثة عند وصولها إليها في أسرع وقت ممكن.

وكشفت دراسة تظهر 72 من خدمات التبرع بالجثامين في مختلف أنحاء العالم في جميع أنحاء الولايات المتحدة، لا تسمح معظم هذه البرامج للتبرع اختيار فترة إصلاح بجثمانه بعد ذلك، أو لا تنتهي اختيار واسع بين أنواع البحوث العلمية المختلفة من أجل الحصول على النتائج بالجثمان، وبالتالي فإن المتبرعين الذين يرغبون في التبرع بجثامينهم بعد لسبب تحديد جهات بحثية بعينها، لا بد أن يتحروا عند اختيار الخدمة التي يتعاقدون معها بدقة. ومن جانبها، شاهد دكلنج إلى أن دوافع التبرع بالجثمان تتراوح في وعادة من شخص إلى آخر، لذلك: “لقد اكتشفنا مؤخرا أن المزيد من الناس يجهزون للتبرع بجثامينهم بسبب ارتفاع تكاليف الجنازات ومراسم الدفن”.

ويؤكد أنه “بغض النظر عن الدوافع، فإن التبرع بالجثمان البحث “يعتبر العمل العلمي خيري هائل”، وتقول وايت إن “التأثير لهذا الكرم سوف يدوم من خلال الفوائد العلمية التي برجر الأجيال القادمة”.


شارك