سورية.. فجر جديد ؟

منذ 7 شهور
سورية.. فجر جديد ؟

ما إن بدأت الحشود السورية بالتوافد على تماثيل حافظ الأسد وإسقاطها واحداً تلو الآخر، حتى طفت على السطح ذكريات سقوط تمثال صدام حسين في نيسان/أبريل 2003. لكان السوريون قد أغلقوا جانب حكم البعث في بلدين عربيين مهمين في المنطقة، وانتقلوا إلى التحدي البناء: الدولة الجديدة التي لا يزال يجري الإعداد لأبعادها وشكلها!

رغم الارتياح في الأوساط السياسية للمعارضة السورية والنشوة من سقوط نظام الأسد، إلا أن هناك حالة من الترقب على المستويين الإقليمي والدولي وحتى على المستوى المحلي، إلا أن ما هو مؤكد في سوريا اليوم، تصاعد الطائفية وأصبح القتال شيئاً من الماضي، بعد أن تجنبت المجموعات المسلحة الاصطدام مع فلول الجيش السوري وبعض الميليشيات العاملة تحت مظلة النظام السوري.

الموضوع الذي أشاع أجواء الارتياح كان تصريح رئيس الوزراء السوري غازي الجلالي بأن مؤسسات الدولة السورية مستمرة والنظام أصبح شيئاً من الماضي، فيما أوعزت وزارات أخرى إلى إدارات أخرى بضرورة مواصلة العمل دون انقطاع، وأن العاملين في قطاعات الدولة ليسوا من النظام السابق.

لكن السؤال الآن يدور حول مصير بعض الوزارات السيادية مثل الدفاع والمالية والخارجية وغيرها من الوزارات، خاصة وزارة الدفاع التي تعتبر الأهم في الوضع السوري بعد المواجهات الطويلة على مدى 13 عاماً مع النظام السوري. الفصائل المسلحة.

وذكرت مصادر بوابة البلد أن وزير الدفاع السوري لا يزال في مكتبه بالعاصمة ولم يغادر دمشق، وأعطى تعليمات للقطاعات العسكرية بعدم التحرك خارج الثكنات العسكرية في الوقت الحالي لحين استيضاح الأوضاع الأمنية. الجيش السوري يقتصر الآن على الحدود.

وبحسب المصادر، فإنه في اليوم الثاني لبدء العمليات العسكرية ضد النظام في حلب، 27 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، أجرت دائرة العمليات العسكرية التي تقودها الفصائل المسلحة اتصالات سرية لحفظ الأمن والاستقرار في العاصمة دون عمليات تخريبية، مؤكدة أن وكان العديد من الوزراء قد أبدوا استعدادهم للتعامل مع الإدارة العسكرية وفق الفترة الانتقالية المتفق عليها.

وعلمت بوابة البلد أن وزير الخارجية السوري بسام الصباغ عاد هو الآخر إلى مكتبه في دمشق بعد رحلة إلى العراق، وانقطع الاتصال مع بشار الأسد ولم يتمكن من معرفة مصيره بعد هروبه دون حتى الاتصال بالجهات الأمنية لإبلاغه.

واللافت أن منطقة القصر الجمهوري والحرس الخاص للأسد لم يتلقوا أي تعليمات منذ يوم أمس (السبت)، كما أن خلايا الحرس الجمهوري المكلفة بحماية الأسد لم تعد لها قيادة أو تعليمات وتركت مواقعها فور إسقاط النظام. فيما أكدت مصادر أمنية أن الأسد ليس خارج سوريا وأن تحركاته… بعلم الجانب الروسي وأن لديه ملفات أمنية بالغة الحساسية خاصة فيما يتعلق بلبنان وسورية. العراق، وأخذ معه.

وذكر مصدر أمني مطلع أن الأسد كان برفقته مسؤول أمني مكلف بنقل العديد من الملفات المهمة وأن الطائرة أقلته إلى المناطق الساحلية، لكنه لا يعرف الوجهة النهائية للأسد والتي يرجح أن تكون سورية. المناطق الساحلية، دون أن يؤكد ما إذا كان لا يزال هناك أم لا.

وبحسب مصادر متقاطعة، مطلع تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، كان الأسد في اجتماع مع كبار القادة الأمنيين، وطالب بجمع كافة الملفات الأمنية الحساسة للغاية ووضعها على “سيرفرات” خاصة في القصر الجمهوري، ولم يتم ترك أي معلومات في هذا الشأن. الدوائر الأمنية دون التنسيق مع رؤساء الأجهزة الأمنية الذين يُعتقد أنهم انحرفوا مؤخراً عن أوامر الأسد.

لكن يبقى السؤال الأهم محليا وإقليميا ودوليا عن اليوم التالي؟!

وفي هذا السياق، وجهت هيئة التفاوض السورية، المسؤولة عن العملية السياسية، رسائل إلى المجتمع الدولي والدول العربية، وكانت الرسالة المطمئنة الأولى موجهة إلى الحكومة العراقية التي طالما تحدثت عن مخاطر ما يجري. يحدث في سوريا.

وشددت الهيئة في بيان لها على أن العلاقة مع العراق يجب أن تكون علاقة متينة وقوية تحافظ على أمن واستقرار البلدين، ولا بد من فتح فصل جديد في تاريخ البلدين وستقوم الثورة السورية. ولا ضرر للعراق ولا للشعب العراقي.

وفي الوقت نفسه، بدأت الاتصالات على المستوى الدولي للبدء الفوري في تنفيذ القرار 2254 الذي ينص على إنشاء هيئة حكم مؤقتة والتحضير لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة، وهو ما أكدت عليه الدول الغربية أيضاً وأبدت دعمها له. من الولايات المتحدة.

وعلى المستوى المحلي، لا يزال الوضع حالياً تحت المراقبة. صحيح أن حجم الفوضى في دمشق كان محدوداً جداً، إلا أن السكان المدنيين يتخوفون من تدهور الوضع الأمني، رغم أن إدارة العمليات العسكرية وعدت بمحاسبة أي مخربين أو من يمس بالأمن والممتلكات. الدولة السورية.


شارك