وزير الثقافة اللبناني يشيد بدعم مصر لبيروت ويؤكد أهمية الثقافة كجسر بين البلدين

أكد وزير الثقافة اللبناني، الدكتور غسان سلامة، أن بلاده ستصوت بحماس للمرشح المصري لمنصب مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في الخريف المقبل، مشيرًا إلى التعاون المثمر بين لبنان ومصر في المنظمات الثقافية، سواء في اليونسكو أو الفرانكوفونية.
تسليم القطع الأثرية
وفي حواره مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط في بيروت، أكد سلامة أن لبنان سيقوم في مطلع سبتمبر المقبل بتسليم عدد من القطع الأثرية الثمينة لمصر. هذه القطع كانت قد تم تهريبها عبر لبنان، وتمكنت الشرطة اللبنانية من استعادتها. وأعرب عن أمله في حضور احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير، حيث يرغب في الإشادة بالنجاح الكبير الذي حققه المصريون في بناء المتحف.
التعاون الثقافي بين لبنان ومصر
بدوره، قال سلامة إن التعاون الثقافي بين البلدين كان من المفترض أن يظهر بشكل أكبر من خلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة (المصرية – اللبنانية) التي تأجلت. وأضاف أن هناك خططًا لتجديد وتطوير الاتفاق الثقافي بين لبنان ومصر حال انعقاد الاجتماع قبل نهاية الصيف.
اجتماعات اللجنة العليا المشتركة
تجدر الإشارة إلى أن هناك ترتيبات جارية لعقد الدورة العاشرة للجنة العليا المشتركة في القاهرة، والتي لم تُعقد منذ عام 2019، حيث تضم في عضويتها جميع الوزراء والقطاعات المسؤولة عن تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات.
التركيز على الثقافة والتعاون المثمر
أضاف غسان سلامة: “نسعى إلى أكبر مستوى من التفاهم مع مصر لأن الثقافة المشتركة هي ما يجمع بين البلدين. نعمل على تعزيز التبادل الثقافي، ونأمل أن يفتح الاتفاق الحالي مع وزارة الثقافة المصرية آفاقًا جديدة للتعاون في مجالات التدريب والتأهيل في المكتبات والآثار والرقمنة.” كما شكر مصر على المساعدات القيمة التي قدمتها للبنان بعد انفجار مرفأ بيروت.
السوق الثقافية العربية
وعن رؤيته للسوق الثقافية العربية، قال سلامة: “على الرغم من المنافسة الحادة بين الدول العربية، إلا أن السوق الثقافية المشتركة تُعتبر الأفضل. فالاتحاد في اللغة والثقافة استطاع أن يتجاوز الخلافات السياسية، وهذا الأمر يعكس أهمية الثقافة في تعزيز العلاقات بين الدول العربية.”
تأثير النزاع على المواقع الأثرية
وفيما يتعلق بالمواقع الأثرية المتضررة بفعل النزاعات الأخيرة، أشار سلامة إلى أن التقرير الأخير حدد موقع شمع كأحد الأكثر تضررًا، بالإضافة إلى أضرار في النبطية وبعلبك. وخُصصت تقديرات الخسائر التي لحقت بالمواقع الأثرية بحوالي 4.2 مليون دولار، حيث سيتم البحث عن تمويلات خارجية لإعادة تأهيل هذه المواقع.
الدعم الخارجي والمبادرات الثقافية
أوضح سلامة أنه يسعى للحصول على مساعدات من جميع الجهات، خاصة بعد انخفاض المساعدات الخارجية بسبب الأوضاع العالمية. وأكد على أهمية التعاون مع القطاع الخاص اللبناني في تنفيذ بعض المشاريع الثقافية، مثل “ليلة المتاحف.”
السلاح وحصرية الدولة
فيما يتعلق بمسألة حصرية السلاح بيد الدولة، شدد سلامة على ضرورة تكليف الجيش اللبناني بوضع خطة لذلك قبل نهاية العام. وأكد أن معظم اللبنانيين يؤيدون هذا التوجه ويرغبون في ترجمة تلك المبادئ إلى قرارات فعلية.
التحديات أمام وزارته
وأشار سلامة إلى أن أكبر التحديات الحالية تتمثل في نقص التمويل، حيث أصبحت الوزارة تعمل كوسيط لإيجاد الدعم الخارجي بدلاً من تقديم الدعم المباشر.
إحياء التياترو الكبير
وفيما يتعلق بمشروع إحياء التياترو الكبير في بيروت، أكد سلامة أنه تم البدء في هذا المشروع بالتعاون مع بلدية بيروت، وقد تم الحصول على هبة أولى لتعزيز التجديد. يُعد التياترو الكبير معلمًا ثقافيًا مهمًا في بيروت ويعود تاريخه إلى أواخر العشرينيات من القرن الماضي.
الذاكرة الوطنية وموقف الحكومة
في إطار حديثه عن حادثة مرفأ بيروت، أعلن سلامة أنه وضع صوامع المرفأ على لائحة الجرد العام للأبنية التاريخية، استجابةً لمطالب أهالي الضحايا. وأكد التزام الحكومة بمعالجة القضايا المتعلقة بالتحقيق وتسهيل المحاسبة.
استنتاجات
في ختام حديثه، أبدى سلامة تفاؤله إزاء جهود إنعاش الثقافة اللبنانية رغم التحديات المالية والسياسية، مشيدًا بضرورة التعاون الثقافي بين لبنان ومصر لترسيخ العلاقات بين البلدين.