اعتراضات عسكرية في إسرائيل تتصاعد على استمرارية الحرب وكبير المسؤولين يطرح خطة بديلة بأربعة محاور متناقضة

– القاهرة تواصل تقديم المساعدات برًّا وجوًّا لأهالي القطاع رغم الشائعات الإخوانية
– رئيس السلطة الفلسطينية يتحدث عن دولة مستقبلية منزوعة السلاح في الضفة والقطاع
– «زامير» يحذّر من «فخ استراتيجي» حال بقاء الجيش.. و«سموتريتش» مع الاحتلال الكامل
تتواصل مأساة قطاع غزة مع دخول الحرب شهرها الثالث والعشرين، حيث يعاني السكان من حصار خانق ودمر ممنهج ومجاعة تهدد حياتهم. وفي هذا الإطار، جاءت زيارة المبعوث الأمريكي «ستيف ويتكوف» للقطاع كحدث بارز في ظل حالة الجمود السياسي والميداني.
رغم فشل جولاته السابقة في استئناف مفاوضات الهدنة، عاد ويتكوف إلى المنطقة محملاً بما وُصف بـ «خطة بديلة» تهدف إلى الإفراج عن جميع الرهائن دفعة واحدة، بدلاً من توزيعهم كما كان مقترحًا سابقًا. ويُعتقد أن الفصائل الفلسطينية تحتجز نحو 50 رهينة، بينهم حوالي 20 شخصًا لا زالوا على قيد الحياة.
روابط الخطة الأمريكية
تتضمن الخطة أيضًا بنودًا تتعلق بنزع سلاح «حماس» وتحويل قطاع غزة إلى منطقة منزوعة السلاح بالكامل، فضلاً عن إقامة إدارة جديدة لإدارة شؤون القطاع بدلاً من «حماس». كما يشمل الاقتراح منع الحركة من التحكم في المساعدات الغذائية والطبية، بهدف إنهاء ما يعتبره واشنطن وإسرائيل «احتكارًا» من قبل «حماس» لتوزيع المساعدات الإنسانية.
تسعى الخطة أيضًا إلى توسيع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع في محاولة للحد من الكارثة المتفاقمة التي تهدد حياة سكانه، وإنهاء ما تُسميه الدوائر الإسرائيلية بـ«صداع غزة» الذي استنزف جيش الاحتلال. كما يتضمن الاقتراح تدريب جهات عربية لقوات أمنية وشرطية لتولي مسؤولية حفظ الأمن داخل القطاع مستقبلًا، مع دعم تل أبيب لهذه العناصر الموالية لها، مثل مجموعة ياسر أبوشباب، التي أبدت استعدادها لهذا الدور. وتشير المعطيات إلى أن جيش الاحتلال قام بتدريب عدد من هذه العناصر على استخدام الأسلحة لفرض السيطرة الأمنية.
زيارة ويتكوف الاستعراضية
بعد سحب وفد المفاوضات الأمريكي من محادثات وقف إطلاق النار، عاد ويتكوف مجددًا إلى المنطقة عبر زيارة استعراضية تحت شعار إنقاذ مسار الهدنة. خلال هذه الزيارة، التقى «نتنياهو» في تل أبيب ثم زار قطاع غزة حيث تفقد مركزًا لتوزيع المساعدات في رفح برفقة السفير الأمريكي لدى إسرائيل، وسط إجراءات أمنية مشددة.
تمت زيارة ويتكوف بالتزامن مع انتشار واسع للدبابات والآليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب ووسط غزة، مما يعكس الحالة المتوترة والإجراءات الاحترازية حول التحرك الأمريكي. وأعلن ويتكوف أنه أول مسؤول غير إسرائيلي يدخل القطاع منذ اندلاع الأحداث في 7 أكتوبر 2023، وأن هدفه تقديم تقرير شامل للرئيس الأمريكي حول الوضع الإنساني المتدهور.
أمضى ويتكوف أكثر من خمس ساعات داخل القطاع، حيث قام بزيارة عدة مواقع لتقييم الظروف الإنسانية والالتقاء بممثلي «مؤسسة غزة الإنسانية». كما يجري حاليًا إعداد خطة جديدة لتسهيل إيصال المساعدات إلى المنطقة المنكوبة.
المساعدات المصرية
بينما تسعى القاهرة إلى تكثيف جهودها في إدخال المساعدات (برًّا وجوًّا) وتخفيف المجاعة، تتصاعد الخلافات داخل الحكومة الإسرائيلية حول فرص نجاح المفاوضات في ظل استمرار العمليات العسكرية. وقد مُنيت الحكومة الإسرائيلية بتقلبات شديدة في تصريحات مسؤوليها بشأن إنهاء العمليات.
على الرغم من هذه التوترات، تمكنت القاهرة من إدخال مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات الغذائية إلى القطاع، فضلاً عن إرسال كميات كبيرة من المواد الغذائية والدوائية إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها. هذا في محاولة للتخفيف من حدة المجاعة المتفاقمة.
ورغم الحملة الإعلامية المضللة التي يقودها «الإخوان» لتشويه صورة القاهرة، فإن المعلومات الدولية الموثوقة تؤكد أن معبر رفح مفتوح دائمًا من الجانب المصري، بينما يتم الإغلاق من الجانب الإسرائيلي.
الخلافات داخل إسرائيل
بينما ينتظر سكان قطاع غزة نهاية مأساة إنسانية غير مسبوقة، يستمر تمسك الحكومة الإسرائيلية بخيار الحرب. ويعزى هذا الإصرار إلى ضغوط سياسية من الأحزاب المتطرفة المتحالفة مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
هذا التعنت في اتخاذ القرار العسكري رغم الخسائر المتزايدة أدى إلى تزايد التوتر داخل المؤسسة الإسرائيلية، خاصة بين القيادة السياسية والعسكرية. وقد أكد قادة الجيش أن استمرار الحرب ينذر بتحقيق أهداف عكسية، بينما يطالب الوزير الإسرائيلي «بتسلئيل سموتريتش» بتكثيف الضغط العسكري على غزة، متجاهلًا التحذيرات العسكرية من عواقب هذا الخيار.
تحذيرات رئيس أركان جيش الاحتلال «إيال زامير» تشير إلى أن الجيش يخطط لتوسيع العمليات العسكرية في غزة، ولم يكن هذا الخيار إلا بمثابة أداة ضغط على مفاوضي «حماس» لإجبارهم على قبول الشروط الإسرائيلية.