هيونج سون مين من لاعب مغمور إلى نجم ساطع في توتنهام مع خطواته نحو الشهرة العالمية

أسدل هيونج سون مين، نجم وقائد منتخب كوريا الجنوبية، الستار على مسيرة طويلة ومشرقة مع نادي توتنهام هوتسبير الإنجليزي، بالإعلان عن رحيله عن الفريق اللندني هذا الصيف بعد عقد كامل من الجهود والتفاني. وقد اختتم سون مسيرته مع توتنهام بالتتويج بلقب الدوري الأوروبي “يوروبا ليج” في مايو الماضي، متفوقاً على مانشستر يونايتد.
بداية مسيرة مهنية مميزة
انضم سون إلى توتنهام كاسم مغمور، لكنه سرعان ما أصبح أغلى صفقة آسيوية في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث انتقل من باير ليفركوزن الألماني عام 2015 مقابل 22.5 مليون جنيه مصري.
رحلة استثنائية في توتنهام
علق ميكي هازارد، الفائز بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الاتحاد الأوروبي مع توتنهام، قائلاً: “عندما انضم (سون) لم يكن يعرفه أحد. وبعد 10 سنوات، رحل كأسطورة من أساطير هذا النادي”.
أضاف هازارد عبر شبكة (بي بي سي): “نحب اللاعبين الذين يبذلون قصارى جهدهم لصالح هذا النادي، لذا سيبقى سون محل تقدير كبير”.
إنجازات وبصمة خالدة
الآن، يبلغ قائد كوريا الجنوبية 33 عامًا، وقد ترك بصمة دائمة في تاريخ توتنهام من خلال الفوز باللقب الأوروبي قبل أسابيع، منهياً 17 عاماً من الانتظار للحصول على بطولة كبرى. مغادراً توتنهام برأس مرفوعة بعد 454 مباراة سجل خلالها 173 هدفاً.
أشار كيفن فيمر، لاعب توتنهام السابق وصديق سون، إلى أنه “من الصعب أن نرى لاعباً آخر مثل سون في توتنهام. بقاؤه لمدة 10 سنوات في نادٍ بحجم توتنهام يعد إنجازًا استثنائيًا”.
شخصية محبوبة ومؤثرة خارج الملعب
استطاع هيونج سون مين، الذي يستعد حاليًا للانتقال إلى فريق لوس أنجليس إف سي الأمريكي، كسب حب الجميع بفضل مبادراته الاجتماعية، مثل تنظيم حفل شواء كوري لفريقه خلال جولة تحضيرية في كوريا الجنوبية عام 2022، حيث أهدى زملاءه هدايا شخصية لتخليد تلك الزيارة.
تحديات ومفارقات في مسيرته
تجدر الإشارة إلى أن مسيرة سون كانت مليئة بالتحديات، حيث كان قد رفض العمل مع المدرب ماوريسيو بوتشيتينو عندما كان مدرباً لساوثهامبتون في 2013، لكنه لاحقًا تألق بشدة تحت قيادته مع توتنهام.
على الرغم من الصعوبات التي واجهها في بداية وجوده بلندن، قرر سون البقاء والقتال من أجل مكانه. وقد توج بكأس الحذاء الذهبي كهداف الدوري الإنجليزي الممتاز في موسم 2021/2022، متساويًا مع محمد صلاح نجم ليفربول برصيد 23 هدفًا لكل منهما. كما حصل على جائزة بوشكاش لأجمل هدف من الفيفا عام 2019، عن هدفه في مرمى بيرنلي.
خيبات الأمل والمآسي
ومع ذلك، شهدت مسيرته لحظات من الخيبة، مثل خسارته مع توتنهام في نهائي دوري أبطال أوروبا 2019 أمام ليفربول، وكذلك الهزيمة أمام مانشستر سيتي في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة 2021.
إرثه في كوريا الجنوبية
ذكرت (بي بي سي) أن البرامج التلفزيونية في كوريا الجنوبية تعرض أفضل أهداف سون وتمريراته الحاسمة، وانتشرت صورته على اللوحات الإعلانية في البلاد. علاوةً على ذلك، أنشأ سون أكاديمية لكرة القدم في مسقط رأسه، مدينة تشونتشيون، حيث تزينت الأكاديمية بجدارية ضخمة تكريمًا له.