مرصد الأزهر يؤكد أهمية الاعتراف بالتعددية المذهبية والفكرية لفهم التاريخ الإسلامي

أكد الدكتور إيهاب شوقي، المشرف بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن اعتراف المجتمع بالتعددية المذهبية والفكرية واحترامها يعد خطوة ضرورية لفهم التاريخ الإسلامي بشكل علمي وواقعي.
التاريخ الإسلامي: رؤية متعددة الجوانب
خلال حلقة برنامج “فكر” المذاع على قناة الناس، أشار شوقي إلى أن “تاريخ الإسلام ليس رواية واحدة”. وأكد أنه من المستحيل تقديم التاريخ الإسلامي من منظور أحادي، حيث إن التعددية تمنحنا فهماً أعمق وأكثر تنوعاً للأحداث.
أهمية دراسة آراء العلماء
أوضح شوقي أن دراسة آراء العلماء عبر العصور تعد ضرورية، بدلاً من الاكتفاء بقراءة واحدة “مترفة” أو انتقاء الروايات التي تتوافق مع الآراء الشخصية. كما أضاف أن العديد من الأحداث التي يعتمد عليها المتطرفون ليس لها رواية واحدة متفق عليها.
دعوة للبحث العلمي المنهجي
شدد شوقي قائلاً: “إن قولنا إن التاريخ الإسلامي ليس له رواية واحدة لا يعني إنكار الأحداث أو التشكيك في التراث”. بل هو دعوة للبحث العلمي المنهجي والانفتاح على الأصوات المختلفة.
مبدأ الموضوعية في دراسة التاريخ
أشار شوقي إلى أهمية التجرد والموضوعية في تناول التاريخ. وأوضح أن الاستفادة الحقيقية لا تتم إلا عبر قراءة محايدة للأحداث، بعيدة عن التوظيف السياسي أو الأيديولوجي، مع الاعتراف بالسلبيات كما الإيجابيات.
توسيع أفق التاريخ الإسلامي
لفت شوقي إلى ضرورة عدم اختزال التاريخ الإسلامي في الجوانب العسكرية فقط، بل يجب إبراز البعد الحضاري، بما يشمل الفنون والعلوم والفلسفة والعمران، وقيم التعايش والتسامح.
الدروس المستفادة من التاريخ
كما دعا شوقي إلى استخلاص الدروس من التاريخ دون تقديس الأحداث. وأكد أن الهدف ليس التمجيد أو الاكتفاء بالبكاء على مجد ضائع، بل الفهم والتحليل للاستفادة في واقعنا المعاصر. وقد تطرق إلى ابن خلدون كمثال، حيث اعتبرت مقدمته مرجعاً لعلم الاجتماع الحديث.
المنهج العلمي في دراسة التاريخ
أوضح شوقي أن المنهج العلمي في دراسة التاريخ الإسلامي يقوم على التدقيق والنقد وفهم السياقات والمقارنة، بعيداً عن النقل السطحي أو التلقين. وأكد أن “القراءة العلمية الواعية تحول التاريخ الإسلامي من مادة للصراع إلى مصدر إلهام حضاري يضيء لنا طريق الحاضر والمستقبل”.