الأغذية العالمي واليونيسف يحذران: تدهور الوضع الإنساني في غزة يلامس مستويات مقلقة

منذ 2 شهور
الأغذية العالمي واليونيسف يحذران: تدهور الوضع الإنساني في غزة يلامس مستويات مقلقة

حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من أن الوقت ينفد لتوفير استجابة إنسانية شاملة في قطاع غزة مع تدهور الوضع الإنساني بمعدل ينذر بالخطر.

وقالت الوكالتان الأمميتان في بيان مشترك يوم الثلاثاء إن هناك خطرا جديا بحدوث مجاعة في قطاع غزة، حيث وصلت مؤشرات استهلاك الغذاء والتغذية إلى أسوأ مستوياتها منذ بدء الصراع، وفقا لبيانات من أحدث تنبيه للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC).

وأضاف البيان أن الصراع المستمر وانهيار الخدمات الأساسية والقيود الصارمة التي تفرضها الأمم المتحدة على إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية أدت إلى وضع غذائي كارثي لمئات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء قطاع غزة.

أشار إلى أن استهلاك الغذاء، وهو أول مؤشر رئيسي للمجاعة، قد انخفض انخفاضًا حادًا في غزة منذ آخر تحديث لتصنيف مراحل الأمن الغذائي المتكامل في مايو 2025. في الوقت نفسه، تُظهر البيانات أن أكثر من واحد من كل ثلاثة أشخاص (39%) يبقون بلا طعام لأيام. هذا يعني أن أكثر من 500 ألف شخص – أي ما يقرب من ربع سكان غزة – يعانون من ظروف أشبه بالمجاعة، بينما يواجه باقي السكان حالة طوارئ غذائية.

قالت سيندي ماكين، المديرة التنفيذية لبرنامج الغذاء العالمي: “إن معاناة سكان غزة التي لا تُطاق أصبحت الآن جلية للعالم أجمع. من غير المقبول انتظار تأكيد رسمي للمجاعة قبل تقديم مساعدات غذائية عاجلة لإنقاذ الأرواح”.

وأضافت: “يجب علينا إغراق غزة فورًا ودون عوائق بمساعدات غذائية واسعة النطاق، والحفاظ على الإمدادات اليومية لمنع المجاعة الجماعية. الناس يموتون بالفعل بسبب سوء التغذية، وكلما تأخرنا في التحرك، كلما ارتفع عدد القتلى”.

في يوليو/تموز، كان أكثر من 320 ألف طفل – أي إجمالي سكان غزة دون سن الخامسة – معرضين لخطر سوء التغذية الحاد. وعانى الآلاف من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو أخطر أشكال سوء التغذية. وانهارت إمدادات الغذاء الأساسية، ويفتقر الرضّع إلى المياه النظيفة، وبدائل حليب الأم، والحليب الصناعي العلاجي.

قالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف: “في غزة، يموت الأطفال والرضع الهزيلون بسبب سوء التغذية. نحتاج إلى وصول إنساني فوري وآمن ودون عوائق إلى جميع أنحاء غزة لزيادة إمدادات الغذاء والمغذيات والمياه والأدوية المنقذة للحياة. بدون هذا الوصول، سيظل الآباء يعانون من أسوأ كوابيسهم ويعجزون عن إنقاذ طفل يتضور جوعًا من مرض يمكننا الوقاية منه”.

وذكر البيان أنه على الرغم من إعادة فتح المعابر جزئيًا، فإن المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة بالكاد تكفي لتلبية الاحتياجات الشهرية لأكثر من مليوني شخص. وهناك حاجة لأكثر من 62 ألف طن من المساعدات المنقذة للحياة شهريًا لتلبية الاحتياجات الغذائية والتغذوية الأساسية.

وأكد أن استئناف استيراد المواد الغذائية التجارية أمرٌ بالغ الأهمية لضمان تنوع النظام الغذائي، بما في ذلك الفواكه والخضراوات الطازجة ومنتجات الألبان والبروتينات كاللحوم والأسماك. وأضاف أن نقص الوقود والمياه وغيرها من الإمدادات الأساسية يُقوّض الجهود المبذولة لمنع المجاعة ووفيات الأطفال.

ورحبت المنظمتان بالالتزامات الجديدة الأخيرة بتحسين ظروف عمل المنظمات الإنسانية، بما في ذلك إدخال فترات توقف إنسانية، وتأملان أن تمكن هذه التدابير من زيادة كبيرة في المساعدات الغذائية والتغذوية اللازمة للوصول إلى الجوعى دون مزيد من التأخير.

وأكد البيان أن وكالات الأمم المتحدة تجدد دعواتها العاجلة لوقف إطلاق النار الفوري والمستدام لإنهاء عمليات القتل والسماح بالإفراج الآمن عن الرهائن وتكثيف الجهود الإنسانية المنقذة للحياة.