“حشد تكشف عن كارثة صحية تهدد النساء الحوامل والمواليد الجدد في غزة من خلال ورقة حقائق مثيرة!”

أصدرت اللجنة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حازم) ورقة حقائق بعنوان “النساء الحوامل والمواليد الجدد في قطاع غزة.. يعانون من القصف والحصار”، أعدتها الباحثة ريم منصور.
وباستخدام حقائق وأرقام واقعية، يوضح التقرير حجم الكارثة الإنسانية التي تواجهها النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ورسمت الورقة صورة قاتمة لانهيار النظام الصحي وتدمير البنية التحتية الطبية، مؤكدة أن هذه الانتهاكات تشكل خرقا صارخا لاتفاقيات جنيف الأربع، وخاصة الاتفاقية الرابعة المتعلقة بحماية المدنيين في النزاعات المسلحة.
55 ألف امرأة حامل في غزة.. ثلثهن معرضات لخطر الموت
بحسب التقرير، يُقدّر عدد النساء الحوامل في قطاع غزة بنحو 55 ألف امرأة، ثلثهن معرضات للخطر. وفي ظل انهيار نظام الرعاية الصحية، تواجه هؤلاء النساء خطر الولادة دون رعاية طبية، مما يُعرّض حياتهن وحياة أطفالهن للخطر بشكل مباشر.
في غزة، يولد حوالي 130 طفلًا يوميًا، 27% منهم يولدون بعمليات قيصرية بسبب نقص الوقود والفرق الطبية والكوادر المؤهلة. ومن المثير للصدمة أن العديد من الولادات تتم في الخيام أو المنازل أو حتى في الشوارع، مما يزيد من خطر النزيف والوفاة لكل من الأم والطفل.
الوفيات والتشوهات.. أرقام صادمة من المستشفيات
وقد وقعت الأحداث التالية في غزة في النصف الأول من عام 2025:
17000 ولادة
2600 حالة إجهاض
220 حالة وفاة جنين في الرحم قبل الولادة
21 حالة وفاة لمواليد جدد في اليوم الأول من حياتهم
67 حالة تشوهات خلقية من بينها الطفلة ملك أحمد القانوع التي ولدت بدون دماغ بسبب الإشعاعات الناجمة عن القصف الإسرائيلي.
بالإضافة إلى ذلك:
تم إدخال 2535 مولودًا جديدًا (14.91%) إلى وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة بسبب مضاعفات صحية.
1600 (9.41%) ولدوا بوزن منخفض عند الولادة.
1,460 (8.59%) كانت ولادة مبكرة.
ونتيجة لنقص الرعاية قبل الولادة، كان معدل الولادة القيصرية في بعض الأحيان أعلى من 40%.
انهيار المرافق الصحية…أطفال يموتون من البرد والجوع
وفقًا لليونيسف، توفي ثمانية مواليد جدد بسبب انخفاض حرارة الجسم منذ ديسمبر/كانون الأول 2024، نتيجة نقص المأوى والتدفئة. كما أشارت الصحيفة إلى نقص حاد في الحاضنات، حيث أصبح أكثر من 80% منها خارج الخدمة بسبب نقص الكهرباء والوقود.
تعاني المستشفيات من نقص حاد في حليب الأطفال والحفاضات والمضادات الحيوية الأساسية. علاوة على ذلك، أصبح 14 مستشفى وأكثر من 60% من المراكز الصحية خارج الخدمة، مما أدى إلى اكتظاظ في المرافق غير المجهزة.
المستشفيات والطاقم الطبي في مرمى النيران
ومنذ بداية العدوان استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المستشفيات، وخاصة مستشفى بيت حانون، ومستشفى المعمدان، ومستشفى الشفاء، ومستشفى العودة، ومستشفى الإندونيسي، مما أدى إلى شلل شبه كامل في الرعاية الطبية.
وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية:
38 مستشفى و81 مركز صحي و164 منشأة صحية خارج الخدمة.
تم مهاجمة 144 سيارة إسعاف
1402 من العاملين في مجال الرعاية الصحية قُتلوا
تم اعتقال 362 من الكادر الطبي، بينهم ثلاثة أطباء تعرضوا للتعذيب.
بحلول يناير 2025، لن تتوفر رعاية الطوارئ للأمومة والمواليد الجدد إلا في البلدان التالية:
7 من أصل 18 مستشفى تعمل جزئيا
4 من 11 مستشفى ميداني
1 مركز صحي مجتمعي
الأطفال حديثي الولادة يموتون ببطء
وبما أن العديد من الأطفال يولدون دون رعاية خاصة أو دفء أو تغذية سليمة، فإنهم معرضون لخطر الاختناق أثناء الولادة، وضعف جهاز المناعة، والإصابة بالعدوى في أماكن إقامة غير صحية.
لقد اختفت تركيبة حليب الأطفال من الأسواق منذ فترة طويلة، وعندما تكون متاحة تكون باهظة الثمن، مما يضطر الأسر إلى اللجوء إلى بدائل غير آمنة مثل حليب الكبار المجفف.
وقد أدى هذا إلى ما يلي:
انتشار سوء التغذية الحاد
ارتفاع معدل وفيات الأطفال حديثي الولادة
أعراض مثل الجفاف وفقر الدم وفقدان الوزن
أفادت مجموعة التغذية أن ما بين 10% و20% من النساء الحوامل والمرضعات اللواتي شملهن الاستطلاع، والبالغ عددهن 4500 امرأة، يعانين من سوء التغذية. علاوة على ذلك، أدى إغلاق 21 مركزًا لعلاج سوء التغذية إلى انقطاع رعاية أكثر من 350 طفلًا يعانون من سوء التغذية.
الانهيار العقلي ونقص الدعم المجتمعي
وتشير المقالة إلى أن المرأة الحامل تتعرض لضغوط نفسية شديدة وتعاني من اكتئاب ما بعد الولادة والصدمات النفسية غير المعالجة.
ونتيجة لتدمير المراكز ونزوح الموظفين، لا تتوفر خدمات الدعم النفسي والاجتماعي.
الانتهاكات المنهجية للقانون الدولي
ويوضح الإطار القانوني الموضح في الوثيقة التزامات إسرائيل:
وتنص اتفاقية جنيف الرابعة (المواد 16 و23 و50) على ضرورة توفير الرعاية الطبية والغذاء للنساء الحوامل والأطفال.
وتحظر البروتوكولات الإضافية التجويع وتتطلب حماية النساء والأطفال.
وتضمن اتفاقية حقوق الطفل الحق في الحياة والغذاء والرعاية الصحية.
وتنص اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة على ضرورة توفير الدعم الطبي والتغذوي والنفسي للنساء الحوامل في حالات النزاع.
ويعطي العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الأولوية للفئات الضعيفة مثل النساء الحوامل في حالات الطوارئ.
التوصيات النهائية للجنة الدولية للسياسات العامة
دعت اللجنة الدولية لحقوق الإنسان إلى اتخاذ إجراءات دولية عاجلة من أجل:
الضغط على إسرائيل لوقف العدوان والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
فتح ممرات إنسانية آمنة للنساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة
محاسبة إسرائيل على استخدام الغذاء والدواء كأسلحة
دعم مراكز الأمومة المحلية بالموظفين والمعدات
ضمان استمرار إمداد المستشفيات بالوقود لتشغيل الحاضنات وأجهزة التنفس الصناعي
تمكين المنظمات غير الحكومية من تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والصحة الإنجابية
ضمان حصول الأمهات في الملاجئ الطارئة على الغذاء والمياه النظيفة