“استحداث صناديق الاستثمار في الذهب: خطوة مهمة نحو تطوير سوق المال المصري، بحسب وزارة الوزراء”

أكد مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء التزام الحكومة ببناء قطاع مالي غير مصرفي متطور، وتعزيز الشمول المالي، وتوسيع نطاق الاستثمار في مصر. وتشمل هذه الجهود إطلاق صناديق استثمار الذهب، التي تهدف إلى تهيئة بيئة استثمارية آمنة، وتوفير خيارات ادخار متنوعة تلبي احتياجات مختلف شرائح المجتمع. ويمكن للمستثمرين الحصول على وثائق استثمار الذهب من خلال البنوك والشركات المرخصة.
جاء ذلك بحسب تقرير صادر عن مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء بشأن صناديق الذهب.
أوضح أن الطلب على الذهب في السوق المصرية قد تغير نتيجةً للوضع الاقتصادي المحلي. لم يعد الذهب أداة ادخار تقليدية، بل أصبح أداة استثمارية منظمة. كما ازدادت مكانة الذهب كملاذ آمن مع إطلاق صناديق استثمار الذهب في البورصة المصرية عام ٢٠٢٣. وأشار إلى أن الدولة اتخذت خطوات لدمج الذهب في الأدوات المالية الرسمية، مع إرساء إطار قانوني وتنظيمي يضمن حماية المستثمرين ويهيئ بيئة جاذبة للاستثمار في المعادن النفيسة.
أوضح التقرير أن طرح صناديق الاستثمار في الذهب بالبورصة المصرية يمثل خطوة مهمة نحو تطوير وتعميق سوق رأس المال، وخلق فرص استثمارية جديدة ومتنوعة للمستثمرين. ولضمان سلامة وكفاءة هذه الصناديق وحماية حقوق المستثمرين، يتعين على الحكومة المصرية إرساء إطار قانوني وتنظيمي متين يحكم أنشطتها ويحدد مسؤوليات الأطراف المعنية.
وأشار التقرير إلى أن الإطار المؤسسي الداعم لعمل صناديق الذهب في مصر يتكون من عدة مؤسسات رئيسية تلعب دوراً هاماً في تنظيم ومراقبة هذا النوع من الاستثمار.
من أهم هذه الهيئات هيئة الرقابة المالية، المسؤولة عن تنظيم الأسواق المالية غير المصرفية، وإصدار التراخيص اللازمة لإنشاء هذه الصناديق ووضع القواعد العامة لعملها، بالإضافة إلى ضمان الرقابة المستمرة لحماية المستثمرين وضمان سلامة السوق بشكل عام.
وأكد أن سوق رأس المال المصري، ممثلاً بالبورصة المصرية، يُعدّ منصةً مركزيةً لتداول أسهم هذه الصناديق. وتتولى شركاتٌ متخصصةٌ في إدارة الصناديق والمحافظ الاستثمارية إدارة أصول هذه الصناديق، بما في ذلك الشركات المرخص لها بتخزين الذهب لصالح صناديق الذهب. ويتكامل عمل هذه المؤسسات المختلفة مع الجهود المبذولة لخلق بيئة استثمارية منظمة وموثوقة لصناديق الذهب في السوق المصرية.
أوضح التقرير أن السوق المصرية شهدت مؤخرًا تحولًا استراتيجيًا من جانب الحكومة نحو تنويع أدوات الاستثمار وتعزيز القطاع المالي غير المصرفي. وقد دفعت تقلبات أسعار الصرف الكثيرين إلى البحث عن أدوات تحوط فعّالة. كما يتماشى إطلاق صناديق الذهب مع رؤية الحكومة لتعزيز الشمول المالي وبناء الثقة في القطاع المالي الرسمي من خلال توفير منتجات استثمارية سهلة المنال تناسب مختلف شرائح المجتمع، وخاصة صغار المستثمرين. ومن المتوقع أن تُسهم هذه الصناديق في تحقيق توازن أفضل بين العرض والطلب على الذهب في السوق المحلية، وتوفير بيانات أكثر دقة حول تحركات الأسعار، مما يدعم جهود الحكومة لتنظيم السوق والحد من الممارسات غير الرسمية.
وأشار إلى أن الحكومة أطلقت ثلاثة صناديق للاستثمار في الذهب، وهي: صندوق EZ-Gold، أول صندوق مصري للاستثمار في الذهب، والذي تم إطلاقه في مايو 2023، وصندوق بلتون إيفولف “سبايك”، ثاني صندوق استثمار في الذهب، والذي تم إطلاقه في يناير 2024، وصندوق الأهلي للاستثمار في الذهب، والذي تم إطلاقه في يونيو 2024 من قبل شركة الأهلي لإدارة الاستثمارات المالية.
وأظهر التقرير أن صناديق الذهب في مصر حققت نموًا قويًا في عام 2024، حيث ارتفع عدد العملاء من 79 ألف عميل في يناير 2024 إلى 166 ألف عميل في ديسمبر 2024. وفي الوقت نفسه، ارتفعت الأصول المدارة بنحو 56% إلى 1.3 مليار جنيه مصري في ديسمبر 2024، مقارنة بـ 836 مليون جنيه مصري في يناير 2024، مما يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة في هذه الأداة المالية.
وأوضح أن هذا النمو المتسارع يعكس تغيرًا في توجهات المستثمرين المصريين، الذين باتوا يفضلون بشكل متزايد الاستثمارات الآمنة في الأصول الحقيقية، وخاصة الذهب. كما ساهم تحسين اللوائح التنظيمية وتوافر منصات تداول مرنة وسهلة الاستخدام في جذب المستثمرين.
وأشار إلى أن هذا التوجه يظهر أيضاً أن صناديق الذهب أصبحت خياراً استثمارياً استراتيجياً للأفراد والمؤسسات، ليس فقط كوسيلة للتحوط من المخاطر، بل أيضاً كوسيلة للحفاظ على القيمة وزيادة رأس المال على المدى المتوسط والطويل.
أظهر التقرير أن صندوق AZ-Gold تصدّر الأداء التفصيلي لكل صندوق في عام 2024، حيث شكّل صافي الأصول حوالي 74% من إجمالي الأصول. وتجاوزت أصوله 970 مليون جنيه مصري في ديسمبر 2024، مقارنةً بـ 727 مليون جنيه مصري في مايو 2024. وشهد قاعدة عملائه نموًا ملحوظًا من 114 ألف عميل في مايو 2024 إلى 165 ألف عميل في ديسمبر 2024. ويُبرز هذا النمو اهتمام المستثمرين المتزايد بالذهب كأداة تحوّط ولتنويع محافظهم الاستثمارية.
حقق صندوق سبايك أداءً قويًا، حيث تجاوز صافي الأصول 298 مليون جنيه مصري في ديسمبر 2024 مقارنة بـ 57 مليون جنيه مصري في مايو 2024، وبلغ عدد العملاء 572 عميلًا في ديسمبر 2024 مقارنة بـ 43 عميلًا في مايو 2024. وفيما يتعلق بأداء صندوق الذهب، فقد ارتفع صافي أصوله من 31.4 مليون جنيه مصري في يوليو 2024 إلى 39.7 مليون جنيه مصري في ديسمبر 2024. كما تضاعف عدد العملاء الجدد خلال نفس الفترة، من 31 عميلًا فقط في يوليو 2024 إلى 115 عميلًا بنهاية العام، مما يؤكد الجاذبية المتزايدة لصناديق الذهب كخيار استثماري آمن في ظل الوضع الاقتصادي المتقلب.
وخلص التقرير إلى أن صناديق الذهب تُمثل أداة استثمارية مهمة في كل من الأسواق المالية العالمية والمصرية، إذ تُتيح للمستثمرين وسيلة سهلة وفعّالة للاستفادة من تقلبات أسعار الذهب، وتنويع محافظهم الاستثمارية، والتحوط من المخاطر الاقتصادية. وقد شهدت صناديق الذهب نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مدفوعًا بتزايد الطلب على الاستثمارات الآمنة في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية.
أشار إلى أنه على الرغم من المزايا العديدة لصناديق الذهب، ينبغي على المستثمرين إدراك المخاطر المرتبطة بها. وبشكل عام، تلعب صناديق الذهب دورًا متزايد الأهمية في المشهد الاستثماري. ويتوقع بنك جي بي مورغان توافر فرص كبيرة لزيادة استثمارات الذهب، لا سيما وأن الذهب لا يمثل سوى 2% من إجمالي أصول المستثمرين. علاوة على ذلك، لا تزال حيازات الذهب في صناديق الذهب المتداولة في البورصة (ETFs) أقل بنحو 6% مما كانت عليه في عام 2020. ومن المرجح أن تصاحب البيئة الاقتصادية الإيجابية المتوقعة لعام 2025، والتي أعادت تركيز الاهتمام على دورة خفض أسعار الفائدة التي ينفذها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، تدفقات إضافية إلى صناديق الذهب المتداولة في البورصة في عام 2025.