«تجارة كفر الشيخ» تبتكر نموذجًا أكاديميًا رائدًا يجمع بين التحديث والابتكار الطلابي

منذ 9 ساعات
«تجارة كفر الشيخ» تبتكر نموذجًا أكاديميًا رائدًا يجمع بين التحديث والابتكار الطلابي

حققت كلية التجارة نجاحات نوعية في العام الدراسي 2024/2025، مما يعكس التوجه الاستراتيجي لجامعة كفر الشيخ نحو بناء جامعات ذكية متكاملة. وبقيادة الدكتور وليد عفيفي، عميد الكلية، والتوجيه المستمر للدكتور عبد الرازق دسوقي، رئيس الجامعة، رسخت الكلية مكانتها كإحدى المؤسسات الجامعية الرائدة في إعادة صياغة ملامح العمل الأكاديمي الحديث.

أكد الدكتور وليد عفيفي أن الكلية انتهجت هذا العام رؤية تطويرية حثيثة، قائمة على التكامل بين الجوانب الأكاديمية والتعليمية، انطلاقًا من استراتيجية الجامعة في تخريج طلاب متوازنين فكريًا ومهنيًا، قادرين على تلبية متطلبات سوق العمل المحلي والدولي. وقال: “نحن لا نكتفي بتقديم المقررات الدراسية، بل نؤهل الكوادر. نخرج خريجين واعين ومتوازنين، متمكنين من تخصصهم الأكاديمي، مخلصين لوطنهم، مؤهلين للحياة والمنافسة”.

أكد عميد الكلية أن العام الدراسي قد انطلق بنجاح بتنظيم ملتقى تعريفي شامل للطلاب الجدد. تضمن الملتقى عروضًا تقديمية مفصلة لأقسام الكلية ومراكزها الخدمية والبحثية، بالإضافة إلى استعراض لأهم إنجازات مكتب رعاية الشباب واتحاد الطلاب. وأكد أن الفعالية لاقت استحسانًا كبيرًا من الطلاب الجدد وأولياء أمورهم، وساهمت في غرس قيم الانتماء والمشاركة الإيجابية في الحياة الجامعية منذ اليوم الأول.

أكد عفيفي أن إدارة الجامعة تنظر إلى الأنشطة الطلابية على أنها ليست مجرد ترفيه، بل ركيزة أساسية من ركائز العملية التعليمية. وقد استضافت الجامعة فعاليات ثقافية وفنية ورياضية متنوعة، شملت مسابقات طلابية ومبادرات وطنية. كما أُطلقت مبادرة “بداية جديدة للتنمية البشرية”، التي تجمع بين الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية، برعاية وزارة التعليم العالي. وأكد أن هذه المبادرة لاقت استحسانًا كبيرًا من الطلاب، وساهمت في تنمية مهارات القيادة وروح الفريق والمنافسة الشريفة.

كما نظمت الكلية ندوة توعوية فريدة بعنوان “الإلحاد، مخاطره وكيفية التعامل معه”، بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف. وشهدت الندوة نقاشات فكرية مكثفة بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. وأكد عفيفي أن مثل هذه الفعاليات تعزز دور الكلية كمنبر تنويري يُعالج الظواهر الفكرية المُخالفة بالعقل والمنطق، ويُسهم في ترسيخ الهوية الثقافية والوطنية.

في المجال الرياضي، شاركت الكلية بفعالية في المهرجان الرياضي السنوي للجامعة، وتميز طلابها بحضورهم المتميز في الموكب، وحققوا مراكز متقدمة في العديد من المسابقات. وهذا يعكس التزام الكلية بتعزيز الصحة النفسية والجسدية لطلابها من خلال نظام رياضي مدروس وفعال.

في مجال الدراسات العليا، حققت الكلية إنجازاتٍ غير مسبوقة في مجال الدراسات العليا والبحث العلمي. أصدرت الكلية دليلاً تنظيمياً شاملاً للدراسات العليا، وهو الأول من نوعه في الجامعة. يحتوي الدليل، الذي يبلغ عدد صفحاته حوالي 40 صفحة، على 22 إجراءً تنظيمياً لطلاب الدراسات العليا وثمانية إجراءات خاصة بهم. يُسهم هذا الدليل في تعزيز الشفافية والحوكمة، ويُحسّن جودة الخدمات التعليمية والإدارية المُقدمة.

بعد موافقة مجلس الجامعة، أنشأت الجامعة أيضًا منتدى الدراسات الأكاديمية لطلاب الدكتوراه. يهدف المنتدى إلى تقديم سلسلة من الندوات وورش العمل للباحثين. ويأتي ذلك في إطار التزام الجامعة ببناء قاعدة بحثية أكاديمية مؤهلة، وتعزيز ثقافة البحث الأكاديمي ومنهجيته الحديثة بين طلاب الماجستير والدكتوراه.

في إطار التطوير المستمر للبنية التحتية للمعلومات، أُنشئت قاعدة بيانات إلكترونية للرسائل العلمية. ويمثل هذا إنجازًا جديدًا في مسيرة التحول الرقمي، ويُحسّن الوصول إلى المنشورات العلمية داخل الجامعة وخارجها.

كما كانت برامج الدبلوم والماجستير والدكتوراه تُقدم بانتظام، سواءً للأغراض الأكاديمية أو المهنية أو للطلاب الدوليين. وبلغ إجمالي عدد الطلاب المسجلين في هذه البرامج حوالي 286 طالبًا وطالبة، مما يعكس الطلب المتزايد على برامج الدراسات العليا في الجامعة.

واصلت الجامعة تميزها في النشر الأكاديمي، حيث أصدرت “مجلة دراسات الأعمال المعاصرة” في يوليو 2024، ويناير 2025، وأبريل 2025، ويوليو 2025 (الجزء الأول). وتضمنت هذه الأعداد 51 بحثًا لباحثين مصريين و22 بحثًا لباحثين دوليين. كما نُشر 112 مقالًا من المجلة على موقع اتحاد مكتبات الجامعات المصرية، مما عزز التصنيف الأكاديمي للجامعة وحضورها العلمي.

واختتم الدكتور وليد عفيفي حديثه قائلاً: “إن نجاحات العام الدراسي 2024-2025 هي ثمرة تضافر جهود جميع أقسام الكلية والتخطيط المؤسسي، بما في ذلك أعضاء هيئة التدريس، وإدارة خدمات الشباب، والحكومة الطلابية، والإدارة بأكملها، تحت قيادة الجامعة الداعمة. فنحن لا نؤهل خريجين أكاديميين متميزين فحسب، بل نؤهل أيضًا أفرادًا ناضجين يدركون دورهم في خدمة مجتمعهم، ويمتلكون المهارات الحياتية والمهنية التي تؤهلهم للمنافسة الإقليمية والعالمية”.

كلية التجارة بجامعة كفر الشيخ من الجامعات التي تُثبت قدرتها على الابتكار والتجديد عامًا بعد عام. وقد نجحت في بناء نموذج أكاديمي متوازن يجمع بين التميز الأكاديمي وحيوية الطلاب، انطلاقًا من رؤية استشرافية تُركز على جودة التعليم، وتعظيم دور البحث العلمي، وتطوير الخدمات الجامعية، وتفعيل الأنشطة اللاصفية. ومع التطوير الشامل في جميع المجالات، تواصل الكلية سعيها لتصبح منصة تعليمية متكاملة تواكب التطور المعرفي العالمي، وتشكل جسرًا حقيقيًا بين الجامعة وسوق العمل والمجتمع.


شارك