كاليفورنيا تشهد 40 هزة أرضية متتالية وسط تحذيرات من زلزال مدمر يلوح في الأفق!

شهدت معظم أنحاء جنوب كاليفورنيا نشاطًا زلزاليًا غير معتاد خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وسُجِّل أكثر من 40 زلزالًا متتاليًا، فيما يُسمى بـ”موجة الزلازل” التي أثارت قلق السكان والسلطات العلمية، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

وفقًا لمركز بيانات الزلازل في جنوب كاليفورنيا، سُجِّل أكثر من 40 زلزالًا متفاوت الشدة، تراوحت قوة معظمها بين 1.0 و2.0 درجة. وتجاوزت قوة مجموعة من الزلازل القوية 4.0 درجات، بما في ذلك زلزال بقوة 4.81 درجة بالقرب من كاليباتريا، وزلزال آخر بقوة 4.78 درجة في المنطقة نفسها حوالي الساعة 6:32 صباحًا بالتوقيت المحلي.

وتوزعت الزلازل على منطقة جغرافية شملت عدة مناطق مثل كاليباتريا، وبوريغو سبرينغز، وفينسينت، وجايسرز، مما يشير إلى انتشار النشاط الزلزالي في منطقة تمتد من الساحل إلى الصحاري الداخلية.

وبحسب تقرير نشرته وسائل إعلام أميركية، فإن تسجيل نحو 40 هزة أرضية في يوم واحد يعد حدثا غير عادي في جنوب كاليفورنيا، حيث لا يتم عادة تسجيل سوى عدد قليل من الزلازل الطفيفة في جميع أنحاء البلاد.

تُعرف مناطق مثل منطقة براولي الزلزالية بكونها بؤرًا لهذا النوع من السلوك الزلزالي. غالبًا ما تحدث زلازل متلاحقة هنا دون الحاجة إلى هزة أرضية رئيسية تليها هزات ارتدادية.

يُفسر الخبراء العلميون هذه الظاهرة بأن منطقة جنوب كاليفورنيا، وتحديدًا حوض سالتون، تتأثر بنظام تكتوني يمتد إلى وسط المحيط. وتُعدّ منطقة براولي جزءًا من هذا النظام، الذي يربط نهاية صدع سان أندرياس بآخر يمتد جنوبًا نحو جبال باجا كاليفورنيا.

وقد ذكر تعليق علمي سابق على إحدى الدراسات أن مثل هذه السلاسل الزلزالية قد تكون ناجمة عن تغيرات تدريجية في الضغوط التكتونية أو قد تستجيب لتغيرات سببية في الضغوط الأرضية، ولكنها لا تتنبأ دائمًا بزلزال لاحق أكبر خلال نفس الحدث.

ورغم تكرار الهزات، أكد العلماء أن احتمال وقوع زلزال كبير مباشرة بعد الهزة ليس مرتفعا.

وأشارت الصحف أيضاً إلى أن تكرار وقوع أكثر من نصف دزينة من الزلازل بقوة ≥ 2.5 درجة خلال أسبوع واحد في المناطق المأهولة بالسكان، على الرغم من ندرتها، لم يكن كافياً ليشكل تحذيراً مباشراً من كارثة وشيكة، حيث ربما تعرضت المناطق الحضرية لتضخيم نفسي للحدث على الرغم من عدم وجود علامات على وقوع زلزال مدمر وشيك.

تحث السلطات العامة على توخي الحذر وتجنب الذعر وتفعيل نظام الإنذار المبكر بالزلازل “شيك أليرت”. طُوّر هذا النظام في السنوات الأخيرة لتوفير إنذار مبكر بالزلازل القوية. ومن خلال الرصد المستمر، يُتوقع أن يتمكن العلماء من تقييم تأثير هذا النشاط على الأنظمة التكتونية في المستقبل القريب.