وزير الاتصالات: مركز رمسيس ليس نقطة الاعتماد الوحيدة لخدمات الاتصالات في مصر

منذ 12 ساعات
وزير الاتصالات: مركز رمسيس ليس نقطة الاعتماد الوحيدة لخدمات الاتصالات في مصر

أوضح الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تداعيات حريق بورصة رمسيس، وبدأ كلمته بالتعبير عن التضامن مع رئيس الوزراء، وتقديم خالص تعازيه لأسر ضحايا حادث الطريق الدائري وحريق البورصة.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم الأربعاء، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

بدأت الأزمة يوم الاثنين 7 يوليو 2025، حوالي الساعة الخامسة مساءً، في غرفة بالطابق السابع من سنترال رمسيس. أدى ذلك إلى انتشار الحريق بشكل أسرع من المعتاد في جميع أجزاء السنترالة التي تضم أنابيب وكابلات كهربائية. حاولت الشركة المصرية للاتصالات في البداية السيطرة على الحريق باستخدام أنظمة الإطفاء الذاتي، إلا أن الحريق اشتد وانتشر من غرفة إلى أخرى ومن ممر إلى آخر. تم إخطار الدفاع المدني، إلا أن سرعة انتشار الحريق عبر الكابلات تسببت في انتشاره إلى الغرف المجاورة والطوابق الأخرى. لعب رجال الدفاع المدني دورًا محوريًا في إخماد الحريق الذي استمر لأكثر من 12 ساعة، وهو ما يُعد حدثًا كبيرًا،” صرّح الدكتور عمرو طلعت.

وأضاف الوزير: “تأثرت خدمات الهاتف الثابت، وخدمات التحويلات المالية، والخدمات الرقمية، وبعض التحويلات المالية، لكنها لم تنقطع كليًا، إذ يُعد مركز رمسيس جزءًا من البنية التحتية المعلوماتية في مصر. وهو ليس العنصر أو المبنى الوحيد الذي تعتمد عليه خدمات الاتصالات في مصر، بل يُدار من خلال شبكة واسعة تضم مراكز متعددة. وعندما اندلع الحريق، تأثرت بعض الخدمات بشكل طبيعي، لكنها لم تنقطع”.

وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور عمرو طلعت أننا مستعدون للخطة البديلة، والتي تتضمن نقل جزء من الأحمال من محطة رمسيس إلى محطات أخرى داخل الشبكة لاستعادة الخدمة.

كما أشار الوزير إلى أنه بعد بضع ساعات، اتضح أن مكافحة الحريق ستستغرق وقتًا أطول، وأن مركز رمسيس لن يستأنف عمله قريبًا. لذلك، طُبقت الخطة (ج)، التي تضمنت فصل مركز رمسيس تمامًا عن نظام المعلومات المصري، واستخدام لوحة التوزيع المتبقية بنقل جميع الأحمال، وليس جزءًا منها، إلى لوحة التوزيع المتبقية.

في الوقت نفسه، أكد الدكتور عمرو طلعت أن سنترال رمسيس ليس المركز الوحيد لخدمات الاتصالات. فمنذ بداية الأزمة، بدأ قطاع كبير من المواطنين بمشاركة الأخبار ومناقشة الأزمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد أن هذه المنافذ الإعلامية وصلت إلى مستويات غير مسبوقة من التغطية خلال الأزمة، وأن البنية التحتية للمعلومات استوعبت هذه التغطية بكفاءة طوال الأزمة. وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي (الإنترنت) كانت مصدرًا دائمًا للنقاش والحوار وتبادل الأخبار ذات الصلة. ولو كان سنترال رمسيس المركز الوحيد لخدمات الاتصالات المختلفة في مصر، لانهارت المنظومة بأكملها، ولما تمكن المواطنون من التواصل فيما بينهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الهواتف الأرضية أو الهواتف المحمولة.

أشار وزير الاتصالات إلى أن الشبكة تتميز بالازدواجية والتبادلية، مما ساهم بشكل كبير في تحقيق التكرار الجزئي في حال الانقطاع، والقضاء عليه تمامًا في حال تفاقم المشكلة وعدم توفر مقسم هاتفي. كما أشار إلى أن هذه الثنائية والتبادلية تُشكل نظامًا معقدًا، بُني على عدة مراحل، ويخدم حوالي 120 مليون خط جوال وأكثر من 15 مليون خط ثابت. إنه نظام ضخم ومعقد للغاية. وقال الوزير: “لا يمكن نقل أحمال مختلفة من عنصر إلى آخر في هذا النظام بنقرة زر. هذه مسألة تقنية يدركها الخبراء في هذا المجال”.

أوضح الدكتور عمرو طلعت أن الإجراءات الفنية ستستغرق بعض الوقت. وفيما يتعلق بالوضع الراهن، أكد أن خدمات تطبيقات الدفع، والتحويلات المالية، واستخدام بطاقات الخصم والائتمان، والمحافظ الإلكترونية، وأجهزة الصراف الآلي عادت للعمل بكامل طاقتها.

وأضاف الدكتور عمرو طلعت: “نواجه عدة تحديات. أولها يتعلق بمنطقة رمسيس المركزية، التي تفقدها رئيس الوزراء صباح اليوم. يوجد بها 50 ألف مشترك. بدأنا باستعادة الخدمة صباح اليوم، وحتى قبل هذا المؤتمر، تمكنا من استعادة الخدمة لـ 24,400 مشترك من أصل 50 ألف مشترك، أي ما يقارب 50% من إجمالي عدد المشتركين. ونتوقع اكتمال هذه الأعمال بنهاية اليوم”.

وتابع الوزير: “التحدي الآخر هو أننا نعمل على استكمال استعادة خدمة الإنترنت الثابت لبعض الشركات، وسأواصل العمل على هذا خلال اليوم”.

وفي الختام، أعرب الوزير عن تقديره لرجال الدفاع المدني والإطفاء على دورهم البطولي خلال هذه الأزمة، قائلاً: “سنبدأ في عملية تشكيل لجنة فنية للتحقيق في أسباب الأزمة وسبل احتوائها واستعادة العمليات في مقر رمسيس في أسرع وقت ممكن”.


شارك