“هدنة غير متوقعة بين إيران وإسرائيل: كيف تؤثر مجازر غزة على استراتيجيات ترامب؟”

منذ 15 ساعات
“هدنة غير متوقعة بين إيران وإسرائيل: كيف تؤثر مجازر غزة على استراتيجيات ترامب؟”

في ظل التصعيد المتبادل بين الجانبين، كانت المفاجأة التي لم يتوقعها العالم: أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، صباح الثلاثاء، وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بعد حرب استمرت اثني عشر يوما.

لكن ما أثار غضب العديد من المراقبين هو أن ترامب، على الرغم من زعمه بأن الحرب بين إيران والاحتلال انتهت، لم يذكر المجازر التي ترتكب بحق المدنيين العزل والنساء والأطفال في غزة، والتي استمرت الآن لمدة عامين.

بينما تُصرّ إيران وإسرائيل على انتصارهما على بعضهما البعض، لا أحد يُلقي بالاً للشعب الفلسطيني، الذي يأمل في إنهاء معاناته المستمرة من خلال الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة. لقد دمّرت هذه الهجمات جميع مناحي الحياة في قطاع غزة، وأودت بحياة ما يقرب من 180 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.

يمنح الاتفاق الإيراني الإسرائيلي الشعب الفلسطيني أملاً جديداً في إنهاء معاناته اليومية من الغارات الجوية والهجمات الموجّهة التي تشنها قوات الاحتلال ضد المدنيين. وقد أدى ذلك إلى تفاقم الوضع الإنساني من خلال الهجمات الموجّهة على البنية التحتية، بما في ذلك إمدادات المياه والكهرباء والوقود. علاوة على ذلك، أدت سياسة الحصار الجائر، التي تمنع وصول المساعدات الإنسانية والإمدادات إلى قطاع غزة، إلى انتشار الأوبئة وسوء التغذية.

مصير الحرب بين إسرائيل وحماس

لا تزال نتائج الحرب بين حماس وتل أبيب في قطاع غزة غير مؤكدة. يستمر الصراع منذ عشرين شهرًا متواصلًا، وقد أدى إلى تدمير شبه كامل لقطاع غزة. ووفقًا لرويترز، أفادت مصادر مقربة من حماس بوجود جهود جديدة لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل.

وبحسب المصادر، فإن حماس منفتحة على مناقشة أي عرض يؤدي إلى وقف الحرب، وما يصاحبه من انسحاب إسرائيلي من قطاع غزة، بما يؤكد شروط حماس الرافضة للاحتلال.

دعت حركة حماس، في بيان أصدرته الثلاثاء، إلى وقف فوري وشامل لحرب الإبادة ضد أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في قطاع غزة. وناشدت المجتمع الدولي والأمم المتحدة التدخل الفوري لوقف المجازر في القطاع.

وزعمت حركة حماس أن نقاط توزيع المساعدات في قطاع غزة عبارة عن مصائد موت، وأكدت أنها تستخدم لمكافحة الجوع.

ذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية أن الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قد نسيها البعض، لكنها مستمرة دون نهاية واضحة في الأفق، والأهداف العسكرية تتغير باستمرار. وأشارت إلى أنه عقب إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، تعالت أصوات داخل إسرائيل تطالب بفرصة إنهاء الحرب في غزة وإطلاق سراح الرهائن.

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد على منصة إكس: “الآن يا غزة… حان الوقت لإنهاء الصراع هناك أيضا… أطلقوا سراح الرهائن وأنهوا الحرب”.

كما دعا أقارب الرهائن الإسرائيليين إلى وقف فوري للحرب في غزة. وأصدر منتدى عائلات الرهائن والمفقودين بيانًا جاء فيه: “ندعو الحكومة إلى بدء مفاوضات عاجلة لإطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء الحرب”.

وتابع البيان: “انتهت العملية التي استمرت 12 يومًا في إيران. والآن حان الوقت لإنهاء الحرب التي استمرت 627 يومًا”.

معاناة الشعب الفلسطيني

في أعقاب الأزمة، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي إيقاع الضحايا في صفوف الشعب الفلسطيني. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن حصيلة القتلى في قطاع غزة منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 قد ارتفعت إلى 56,077 شهيدًا و131,848 جريحًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء.

ذكرت وزارة الصحة في بيان صدر يوم الثلاثاء أن العديد من الضحايا ما زالوا مدفونين تحت الأنقاض، ولم يتمكن رجال الإنقاذ ولا طواقم الدفاع المدني من الوصول إليهم. وأضافت أن مستشفيات قطاع غزة استقبلت حوالي 79 مصابًا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، من بينهم خمسة مصابين انتشلت جثثهم، بالإضافة إلى 289 جريحًا. وبذلك، بلغ عدد القتلى والجرحى منذ 18 مارس/آذار، بعد انتهاك الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار، 5759 قتيلًا و19807 جريحًا.

لقد تحولت المساعدات إلى فخ قاتل متعمد ومدروس.

في مناورة جديدة لقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين في قطاع غزة، تنتظر القوات الإسرائيلية اللحظة التي يتجمع فيها المدنيون، في انتظار المساعدات من مؤسسة غزة الإنسانية، التي تدير نظام توزيع الغذاء المدعوم أمريكيًا. ثم تطلق المركبات العسكرية النار على الساحات المزدحمة حيث يتدافع المدنيون للحصول على الطعام – وهي جريمة أخرى تُضاف إلى قائمة جرائم إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.

قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح: “لم يحدث في تاريخ الحروب أن تحول الألم والجوع إلى أدوات للقتل الجماعي، أو المساعدات الإنسانية إلى طُعم للموت، أو مراكز توزيع الغذاء إلى ساحات للإعدامات الجماعية”.

وأضاف فتوح أن المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، في شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة، تُمثل جريمة حرب جديدة في سجلها الدموي. وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، اعتدت قواتها على فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات الغذائية، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 27 مواطنًا وإصابة العشرات.

وأوضح أن الفلسطينيين الذين سقطوا اليوم لم يحملوا معهم سوى آلامهم وجوع أطفالهم. كانوا ينتظرون قافلة غذائية، لكن الاحتلال ردّ بقصف وحشي مزق إمدادات الإغاثة وحول المنطقة إلى ساحة موت مفتوحة. وأشار إلى أن إمدادات الإغاثة تحولت إلى فخاخ قاتلة متعمدة ومدروسة.

من جانبها، حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من جفاف في غزة. وصرح المتحدث باسم اليونيسف، جيمس إلدر، قائلاً: “سيموت الأطفال عطشًا”. وأضاف: “لا تزال 40% فقط من مرافق مياه الشرب تعمل”. وأشار إلى أن إمدادات مياه الشرب الحالية أقل بكثير من معايير الطوارئ لسكان غزة.


شارك