مجلس حكماء المسلمين يحذر من مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي لإصدار الأحكام والفتاوى الدينية!

منذ 7 ساعات
مجلس حكماء المسلمين يحذر من مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي لإصدار الأحكام والفتاوى الدينية!

نظم مجلس حكماء المسلمين ندوة فكرية في اليوم الأول للمعرض بعنوان “تعزيز الوعي الرقمي وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي”. وشهدت الندوة مشاركة واسعة، لا سيما من الشباب والمهتمين بتقاطع التكنولوجيا الحديثة مع القيم الإنسانية والدينية.

افتتح المترجم الشهير الدكتور محمد قريش شهاب، عضو مجلس حكماء المسلمين ووزير الشؤون الدينية الإندونيسي السابق، الندوة مؤكدًا أن الإسلام لا يفصل بين المعرفة والأخلاق. وأشار إلى أن أول آية من سورة الحشر، “اقرأ باسم ربك”، تُرسخ الصلة بين المعرفة والقيم. وحذّر من أن العلم والتكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، إن لم يُسترشدا بالقيم الإنسانية والروحية، قد يؤديان إلى الضياع بدلًا من القيادة.

وأشار إلى خطورة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الأحكام أو الفتاوى، إذ قد تتضمن معلومات من سياقات ثقافية ودينية لا تتوافق مع السياق الإسلامي. وأوضح أن ثلاث قيم أساسية ينبغي أن تُشكل المبادئ الأخلاقية لاستخدام التكنولوجيا الحديثة: كرامة الإنسان، والصالح العام، وضبط القيم.

تناول الباحث الشهير الدكتور رضا إيكو كاراجا من مركز أبحاث وابتكار البيانات الجانب العملي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن التكنولوجيا الحديثة يجب أن تبقى أداةً لا أن تحل محل اتخاذ القرار أو التفكير البشري. وحذّر من العديد من التحديات الأخلاقية المرتبطة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، لا سيما انتهاك الخصوصية، والاعتماد الذهني المفرط على التكنولوجيا، والتأثير البيئي الكبير لتشغيل الخوادم. وأكد على أهمية بناء ثقافة الاستخدام الواعي والمسؤول للتكنولوجيا، ودعا إلى تطوير مؤهلات فكرية وأخلاقية قائمة على القيم الدينية.

في عرض تقديمي خاص، أكد الدكتور بيرتيكنو، الوزير المنسق للتنمية البشرية والثقافة في جمهورية إندونيسيا، أن مواجهة تحديات الذكاء الاصطناعي تتطلب سيادة رقمية شاملة، بدءًا من تطوير المحتوى المحلي. وأشار إلى أن نقص المحتوى المحلي في مدخلات الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تشويه المفاهيم الدينية وتآكل الهوية الثقافية. ودعا مؤسسات مثل مجلس حكماء المسلمين إلى تطوير نماذج ذكاء اصطناعي تعكس تفرد القيم الإسلامية والأصالة الثقافية.

وفي ختام الندوة، أكد المشاركون أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة تكنولوجية غير مسبوقة، ولكن لا يمكن الاعتماد عليه إلا في إطار أخلاقي يحترم الخصوصية الدينية والثقافية، ويحمي كرامة الإنسان، ويخدم الصالح العام.


شارك