إسرائيل تستمر في نهجها المثير للجدل: اختراقات، تدمير واغتيالات متتالية!

منذ 10 ساعات
إسرائيل تستمر في نهجها المثير للجدل: اختراقات، تدمير واغتيالات متتالية!

منذ تأسيسها، اعتمدت إسرائيل بشكل رئيسي على ثلاثة أساليب ضد دول المنطقة: اغتيال السياسيين والشخصيات النافذة، والعمليات الاستخباراتية وتجنيد العملاء، والهجمات الإلكترونية وسرقة المعلومات، وتدمير المنشآت العسكرية ومستودعات المواد الخام. وقد أسفر الهجوم الأخير عن اغتيال عدد من كبار السياسيين الإيرانيين، منهم حسين سلامي، قائد الحرس الثوري؛ وإسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس؛ ومحمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة؛ وعلي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى؛ وغلام رشيد، قائد وحدة خاتم الأنبياء.

وكان من بين أهداف العملية الإسرائيلية: أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوية الفضائية للحرس الثوري الإيراني؛ وفريدون عباسي دوائي، الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية؛ ومحمد مهدي طهرانجي، العالم النووي ورئيس جامعة آزاد الإسلامية في طهران؛ والقائد رباني، نائب ضابط العمليات في هيئة الأركان العامة؛ وداوود شيخيان، قائد قوات الدفاع الجوي الفضائية.

استهدفت إسرائيل أيضًا منشآت نووية إيرانية في هذا الهجوم، مما ألحق أضرارًا بالغة بمفاعلات نطنز وفوردو وأصفهان. ويُعد هذا استمرارًا لسلسلة هجمات استهدفت علماء نوويين بارزين، اغتيل ستة منهم في عمليات حديثة، وهم: عبد الحميد مينوشهر، رئيس كلية الهندسة النووية في جامعة شهيد بهشتي؛ وأحمد رضا ذو الفقاري، خبير الهندسة النووية في الجامعة نفسها؛ وأمير حسين فقيهي، عضو هيئة التدريس في الجامعة ونائب مدير منظمة الطاقة الذرية ومدير معهد أبحاث العلوم والتكنولوجيا النووية؛ ومطالبي زاده، خبير التطوير النووي؛ ومحمد مهدي طهرانجي، فيزيائي نووي؛ وفريدون عباسي، مهندس تخصيب اليورانيوم.

في أعقاب عملية 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأت إسرائيل بتكثيف عمليات اغتيال قادة حماس، حيث استهدفت إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي، ويحيى السنوار زعيم الحركة وشقيقه محمد السنوار، ومحمد ضيف القائد العام لكتائب عز الدين القسام، ومروان عيسى نائب القائد العسكري، وصالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي، بالإضافة إلى عدد من القادة الآخرين.

وفي لبنان، استهدفت الاغتيالات أعلى رتب حزب الله، ومنهم حسن نصر الله الأمين العام للحزب، وخليفته هاشم صفي الدين، ومصطفى بدر الدين، وفؤاد شكر، ونبيل قاووق، ووسام الطويل، ومحمد عفيف، وسمير القنطار، وإبراهيم عقيل، وعلي كركي، وإبراهيم قبيسي قائد منظومة الصواريخ، وأحمد وهبة قائد قوة الرضوان.

شملت هذه الهجمات شبكة واسعة من العملاء، بالإضافة إلى خروقات أمنية وهجمات إلكترونية. وكان أبرزها انفجار أجهزة استدعاء استهدفت أعضاء حزب الله في لبنان، والذي أسفر عن مقتل نحو 42 شخصًا وإصابة أكثر من 3000 آخرين. ووفقًا لتقديرات غير رسمية، أصيب أكثر من 5000 شخص. وتُعتبر هذه السابقة من أهم الخروقات الاستخباراتية.

حاولت إسرائيل أيضًا تدمير مستودعات أسلحة وذخيرة، وخاصةً تلك التابعة لحزب الله، في سوريا ولبنان. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه خلال العملية البرية، دمرت الفرقة 91 بنى تحتية ومستودعات أسلحة في أكثر من 30 قرية في جنوب لبنان، واستولت على ما يقارب 85 ألف قطعة سلاح، بما في ذلك قاذفات صواريخ، وصواريخ مضادة للدبابات، وقذائف آر بي جي، ومتفجرات، وصواريخ مضادة للطائرات، ومعدات مراقبة، ومركبات عسكرية، وغيرها.

أعلن الجيش الإسرائيلي أيضًا أنه دمّر 70% من أسلحة حزب الله الاستراتيجية و75% من منصات إطلاق الصواريخ قصيرة المدى، بالإضافة إلى أكثر من 1500 بنية تحتية هجومية، و150 معسكرًا عسكريًا، و1600 مقر عسكري. وقد أضعف هذا بشكل كبير القوة القتالية لحزب الله. كما قتلت إسرائيل ما يقارب 3800 مقاتل من حزب الله منذ بدء الحرب.

أشار مراقبون إلى احتمال تورط إسرائيل في انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب 2020، وهو ثاني أكبر انفجار غير نووي بعد كارثة هيروشيما النووية. رُصدت طائرات مُسيّرة فوق المرفأ قبل الانفجار، الذي نجم عن اشتعال ما يُقدر بنحو 2750 طنًا من نترات الأمونيوم. ووفقًا للتقديرات الرسمية، أسفر الانفجار عن مقتل 218 شخصًا وإصابة أكثر من 7000 آخرين. ودُمرت المنازل والمباني الواقعة ضمن دائرة نصف قطرها 10 كيلومترات بشكل كبير.

فيما يتعلق بميليشيا الحوثي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القضاء عليها بغارات جوية متواصلة بدأت في 15 مارس/آذار بناءً على أوامره الشخصية. واستُهدفت عدة مواقع بهجمات متكررة، منها مطار صنعاء، والحديدة، وتعز، والبيضاء، وذمار، وصعدة، وقاعدة الديلمي شمال العاصمة، بالإضافة إلى موانئ الحديدة، وعدن، والصليف، ورأس عيسى، وجزيرة كمران.

ولعل قصف المفاعل النووي العراقي (مفاعل تموز) خلال عملية أوبرا في السابع من يونيو/حزيران 1981، واغتيال العالم المصري يحيى المشد، الذي ترأس البرنامج النووي العراقي، في أحد فنادق باريس في الرابع عشر من يونيو/حزيران 1980، كانا من المؤشرات المبكرة على سياسة إسرائيل الثابتة في استهداف أي نشاط نووي في المنطقة، وخاصة الأنشطة الإيرانية الأخيرة، بعد تعثر المفاوضات مع الولايات المتحدة، وبدا الأمر وكأنه مقدمة لجولة أخيرة من الهجمات المستهدفة.


شارك