مختصون يكشفون عن متى يحق الزواج للمعاق ذهنياً: الشروط والمعلومات المهمة!

يُعدّ الزواج المبكر من أخطر الظواهر التي شغلت الرأي العام في السنوات الأخيرة، إذ يعتبره البعض جريمةً تستوجب العقوبة القانونية.
يسعى العديد من الخبراء القانونيين وأصحاب المصلحة إلى إيجاد حلول لهذه المشكلة المعقدة، واحتواء انتشارها، ورفع مستوى الوعي، وتنبيه الجمهور إلى خطورة الأزمة. وقد أثار هذا الأمر جدلاً واسعاً مؤخراً.
لا يقتصر الزواج المبكر على صغر سن الزوجين، بل يشمل متغيرًا جديدًا: زواج القاصرات من ذوي الإعاقة (ذوي الإعاقات المختلفة). وقد دفع هذا الكثيرين إلى التشكيك في صحة عقد الزواج قانونيًا.
زواج الأشخاص ذوي الإعاقة من القاصرين
أوضح إبراهيم عيسى، الموثق، لبوابة البلد ، أن زواج أي شخص من ذوي الإعاقة الذهنية، مهما كان نوعه، من فتاة رضيت بالزواج بحضور أهلها وأقاربها، بالإضافة إلى وليها أو الوصي الذي يتولى شؤونها، يُعدّ زواجًا صحيحًا من الوجهة الشرعية والقانونية. وأشار إلى أن دار الإفتاء المصرية أقرت في الفتوى رقم 441 لسنة 2005 أحقية ذوي الإعاقة الذهنية في الزواج، وأن الشرط الوحيد لعقد الزواج هو وجود ولي وشهود.
شروط عقود الزواج للأشخاص ذوي الإعاقة
يوضح عيسى أن من شروط عقد زواج ذوي الإعاقة موافقة الفتاة على الزواج دون إكراه، كما هو منصوص عليه في المذهب الحنفي. أما إذا أُكرهت الفتاة على الزواج، فالعقد باطل. أما الشاب، فيجوز له الزواج شرعًا، ولكن دون أن يُلحق ضررًا جسديًا أو نفسيًا بالطرف الآخر.
ويدعو عيسى إلى إجراء تقييم نفسي للأشخاص ذوي الإعاقة حتى يتمكن المسجلون من إجراء زواج صحيح وسليم.
يشير عيسى إلى وجود شروط واستثناءات تُمكّن الأشخاص ذوي الإعاقة من الزواج. وتشمل هذه الشروط، على سبيل المثال، الحصول على إذن من محكمة الأسرة بتعيين وصي أو وصي لإجراء الزواج نيابةً عن الشخص ذي الإعاقة.
مخاطر زواج القاصرات والزواج التقليدي
ويشير عيسى إلى أنه ليس من حق الموثق أن يرفض تنفيذ عقد الزواج حتى لو كان الشخص في صحة جيدة لكنه يعاني من مرض خطير، لأن ذلك ليس من اختصاصه، لأن جميع الأطراف موافقون على الزواج.
فيما يتعلق بالزواج التقليدي، يزعم عيسى أن عقد الزواج هذا لا يُثبت النسب، بل يُثبته، ولا يُعطي الفتاة حقوقًا قانونية. ويدعو إلى سنّ قوانين تُجرّم زواج القاصرات أو الزواج التقليدي بشكل واضح، لأن كليهما يؤدي إلى أنشطة غير قانونية. ويشير إلى أن الزواج المبكر كان منتشرًا قبل عشر سنوات، لكنه انخفض بنسبة 90% بفضل تشديد القيود الحكومية وتوعية وسائل الإعلام بمخاطره.
دار الإفتاء: يجوز زواج المعاق ذهنياً.
تجدر الإشارة إلى أن دار الإفتاء المصرية قد أفتى بأن للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية الحق في الزواج، فهو حقٌّ لهم. “إنهم بشرٌ ذوو مشاعر ورغباتٍ معقدة، ويحتاجون إلى مأوى ودعمٍ ورعايةٍ واهتمام. ومع ذلك، لا يجوز لهم إبرام عقد الزواج بأنفسهم، بل وليُّ أمرهم هو من يُزوِّجهم”.
أكدت دار الإفتاء في بيان لها أن هذا الحق مكفول شرعًا لذوي الإعاقة الذهنية. وبينما تُجيز الشريعة الإسلامية زواج المصابين بمرض نفسي كامل، فإن الزواج يكون أجزأ لمن هم دون هذا المستوى، كذوي الإعاقة الذهنية البسيطة مثلاً. وهذا أمر آمن طالما تلقى الشخص المعاق الرعاية والاهتمام اللازمين.
حادثة العروس الشرقية والعريس المصاب بمتلازمة داون
انتشر على نطاق واسع في الأيام الأخيرة مقطع فيديو مدته 27 ثانية، يُظهر شابًا مصابًا بمتلازمة داون يحتفل بزفافه مع فتاة بدت تبكي خلال الحفل. أثار المقطع جدلًا واسعًا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تراوحت الآراء بين التعاطف والاستنكار، بينما شكك البعض في قدرة العريس العقلية على إتمام مراسم الزواج.