السفير الروسي: نُشيد بجهود القيادة المصرية في تعزيز التنمية والاستقرار بالشرق الأوسط

منذ 16 ساعات
السفير الروسي: نُشيد بجهود القيادة المصرية في تعزيز التنمية والاستقرار بالشرق الأوسط

أكد السفير الروسي بالقاهرة، جيورجي بوريسينكو، أن بلاده تعمل على تعزيز العلاقات مع مصر وتنفيذ العديد من المشروعات التنموية.

وفي حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أشاد السفير الروسي بالمحادثات بين الرئيسين السيسي وبوتين، التي جرت في 9 مايو 2025، في موسكو على هامش احتفالات النصر في الحرب العالمية الثانية، ووصفها بأنها “مثمرة ومفيدة”.

وأشار إلى أن المحادثات تناولت قضايا التعاون الاقتصادي الثنائي، بما في ذلك المنطقة الصناعية الروسية، والتطورات الدولية، لا سيما الوضع في الشرق الأوسط. وأكد أن روسيا تُقدّر جهود مصر الدؤوبة لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.

وقال السفير الروسي بالقاهرة إن بلاده تتطلع إلى مشاركة مصر في القمة الروسية العربية في أكتوبر المقبل، وكذلك إلى المشاورات السياسية الجارية وتبادل الوفود.

وأضاف أن هذه القمة ستكون فرصة لتعزيز التعاون بين روسيا والدول العربية، نظرا للعلاقات التاريخية العميقة بين الجانبين.

وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي مع مصر، صرّح بأنه خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، ناقش وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، حسن الخطيب، مع نظيره الروسي سبل تعزيز التعاون الثنائي في جميع المجالات خلال اجتماعات اللجنة العليا المشتركة الشهر الماضي. وأضاف أنه تم توقيع بروتوكولين: الأول يتعلق بالمنطقة الصناعية الروسية، والثاني يتعلق بالاتفاقيات التي تم التوصل إليها في إطار اللجنة المشتركة، بما في ذلك التعاون في مجالات السياحة والثقافة والتعليم.

صرح السفير الروسي لدى مصر بأنه تم توقيع العديد من الاتفاقيات الفنية اللازمة لتنفيذ المشروع في موسكو، وسيبدأ بناء بعض المرافق هذا العام. وأشار إلى أن إجمالي الاستثمارات الروسية في المنطقة سيصل إلى 7 مليارات دولار قريبًا.

وأعرب عن اعتقاده بأن إنشاء هذه المنطقة سيكون جاذباً للشركات الروسية التي تسعى إلى تطوير أسواق منتجاتها في القارة الأفريقية، مؤكداً اهتمام العديد من الشركات الروسية بتسويق منتجاتها في الأسواق المصرية والعربية والإفريقية.

وفيما يتعلق بالتجارة المصرية الروسية، صرّح السفير الروسي بالقاهرة بأن التجارة الثنائية تشهد نموًا متسارعًا، وقد بلغت مستوى قياسيًا العام الماضي، بحجم تجارة تجاوز تسعة مليارات دولار. وأضاف أن الربع الأول من هذا العام شهد زيادة أكبر، حيث قاربت الصادرات المصرية إلى روسيا مليار دولار.

وقال بوريسينكو إن بلاده ترحب بمزيد من المنتجات المصرية، بما في ذلك بعض المنسوجات، مشيرا إلى دعوته رجال الأعمال المصريين لدخول السوق الروسية المفتوحة أمام المنتجات المصرية.

وفيما يتعلق بالقمح، قال إن مصر استوردت أكثر من 10 ملايين طن من القمح الروسي بحلول عام 2024، وهو رقم قياسي في تاريخ التجارة بين البلدين. وأشار إلى أن هذه الكمية البالغة 10 ملايين طن من القمح غطت أكثر من 80% من احتياجات مصر، مما يجعل موسكو موردًا موثوقًا للقمح للسوق المصرية.

وفيما يتعلق بالسياحة، أشار إلى أن حوالي 1.6 مليون سائح روسي يقضون إجازاتهم في مصر سنويًا. وهناك ما بين 18 و20 رحلة جوية يوميًا بين مصر والمدن الروسية. وأكد أن السياح الروس يزورون مصر مرات عديدة، ليس فقط لقضاء إجازاتهم على الشواطئ، بل أيضًا لزيارة المواقع الأثرية والتاريخية في القاهرة والأقصر وأسوان.

وفيما يتعلق بمجموعة البريكس، أكد أن مجموعة البريكس لم تُنشأ لمواجهة دول أخرى أو اتحادات دول، بل لتعزيز اقتصادات الدول الأعضاء، وتشجيع التجارة والاستثمار، وفتح الأسواق، وتسهيل استخدام العملات الوطنية في التجارة. وأوضح أن الدول الأعضاء تسعى إلى تعزيز مصالحها من خلال استخدام العملات المحلية في التجارة.

وأشار إلى أن أكثر من 90% من التبادل التجاري بين روسيا والصين يتم باليوان والروبل، أي ما يعادل نحو 200 مليار دولار. وأضاف أن مصر عضو في بنك التنمية الجديد لدول البريكس، وأن هناك محادثات جارية بشأن توفير البنك تمويلًا تنمويًا مناسبًا.

فيما يتعلق بحرب غزة، جدد بوريسينكو معارضة بلاده الشديدة لجميع محاولات إعادة التوطين. كما جدد دعم موسكو القوي لجهود أصدقائه ووسطاءه المصريين لإنهاء الحرب، ودعا إسرائيل إلى وقف عملياتها العسكرية في قطاع غزة فورًا.

فيما يتعلق بتأثير الصراعات الدائرة في المنطقة، قال بوريسينكو إن الأحداث الجارية في الشرق الأوسط تؤثر على السلام العالمي. نحن جيران لدول المنطقة، ونولي أهمية بالغة لتهدئة الصراعات في الشرق الأوسط، وإيجاد سبل للتعاون المتبادل المنفعة بدلًا من الصراع. ندرك أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو جوهر مشاكل الشرق الأوسط، وأن استمراره سيؤدي حتمًا إلى زعزعة استقرار المنطقة.

وأشار إلى أن روسيا عضو فيما يُسمى بالرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي. وللأسف، توقفت الرباعية عن العمل منذ تسع سنوات. وأعرب عن أمله في إعادة إحياء هذه اللجنة مستقبلًا، وفي مشاركة دول أخرى في هذه العملية. وأضاف: “نبذل قصارى جهدنا لإحلال السلام في المنطقة من خلال عضويتنا في مجلس الأمن واتصالاتنا الثنائية، ولتمهيد الطريق لقيام دولة فلسطينية”.

وأضاف: “ندرك أن مصر محاطة بالصراع من جميع الجهات، وندعم الموقف المصري بشأن الاستقرار في ليبيا وتجاوز انقسامات الشعب الليبي من خلال تشكيل حكومة موحدة، لما لذلك من أهمية لاستقرار منطقة البحر الأبيض المتوسط. كما نأمل أن ينتهي الصراع الداخلي في السودان، وأن تحكم الحكومة الشرعية جميع أنحاء البلاد”.


شارك