“الترددي: الوسيلة السريعة والمتطورة الجديدة لنقل الركاب بعد إطلاق مرحلته الأولى!”

تم تشغيل المرحلة الأولى من مشروع حافلات النقل السريع (BRT). يوفر هذا النظام المرن للنقل العام خدمة آمنة وسريعة، ويُعد بديلاً عن خط المترو الخامس والحافلات الصغيرة على الطريق الدائري. ووفقًا لبيان صادر عن وزارة النقل، تستغرق رحلة حافلات النقل السريع بضع دقائق فقط.
وذكرت الوزارة في بيان لها أن مشروع النقل السريع بالحافلات سيُنفَّذ على ثلاث مراحل، وسيشمل 57 محطة على طول الطريق الدائري. ويهدف المشروع إلى نشر 100 حافلة كهربائية على هذا المسار.
وتابع البيان: “ترتبط حافلة النقل المكوكية بوسائل نقل أخرى، مثل مناطق الخدمة تحت الطريق الدائري، وكذلك خطوط المترو والقطارات وحافلات السوبر جيت”.
أعلنت وزارة النقل أن سعر تذكرة الحافلة المكوكية في المرحلة الأولى، التي تشمل 14 محطة، سيتراوح بين 5 و15 جنيهًا مصريًا. وسيبلغ متوسط زمن الرحلة ثلاث دقائق، أي ما يعادل 20 حافلة في الساعة. وفي أوقات الذروة، قد يصل متوسط زمن الرحلة إلى دقيقة ونصف.
أكدت وزارة النقل أن هدف مشروع حافلات النقل السريع هو تخفيف الازدحام المروري في القاهرة الكبرى والحد من التلوث البيئي. يعمل هذا المشروع بالكهرباء، ويخفض انبعاثات الملوثات بنسبة 90%. كما يوفر الوقت من خلال تقليل زمن الرحلة بنسبة 50%، وتقليل حوادث المرور بنسبة 80%، وتوفير عوائد مالية واستثمارية كبيرة للدولة.
من جانبها، قررت وزارة النقل حظر سير الميكروباصات فور بدء تشغيل نظام النقل السريع بالحافلات (BRT). واعتبارًا من 1 يونيو، سيتم حظر سير الميكروباصات على الطريق الدائري. ويقتصر الحظر على الجزء العلوي من الطريق الدائري، وهو امتداد بطول 35 كيلومترًا فقط، يمتد من محطة أكاديمية الشرطة إلى محطة طريق القاهرة-الإسكندرية الزراعي. وهذه هي المسافة التي تغطيها المرحلة الأولى من نظام النقل السريع بالحافلات، حيث سيحل نظام النقل السريع بالحافلات محل الميكروباصات. وسيستمر الحظر ساريًا بعد بدء تشغيل المرحلتين الثانية والثالثة من خدمة الحافلات. وبعد اكتمال المراحل الثلاث لنظام النقل السريع بالحافلات، سيتم حظر سير الميكروباصات على الطريق الدائري بشكل دائم. وستقع محطات الميكروباصات أسفل الطريق الدائري في محطات نظام النقل السريع بالحافلات.
من جهة أخرى، احتج سائقو الحافلات الصغيرة على هذا القرار قائلين: “ماذا نفعل؟ لم يعد لدينا مصدر رزق. ما البديل المتاح لنا؟ أين نعمل؟”
أحمد عبد العظيم، خبير الطرق والجسور والعضو السابق في المكتب الفني لوزير النقل، والذي أجرى دراسة مشروع النقل السريع بالحافلات مع البنك الأوروبي، أوضح لبوابة البلد مصير سائقي الحافلات الصغيرة بعد تطبيق المشروع: “الحافلات الصغيرة العاملة على الطريق الدائري تعمل في ثلاث محافظات فقط: الجيزة، والقليوبية، والقاهرة الجديدة. يعمل 90% من سائقي الحافلات الصغيرة في القليوبية، و10% في القاهرة والجيزة. ومع ذلك، تعاني محافظة القليوبية من نقص في خيارات النقل الداخلي لسكان المراكز والقرى الكبرى، حيث ترك السائقون وظائفهم في المحافظة بسبب فروق الأسعار الكبيرة، ويعملون الآن على الطريق الدائري”.
وأكد خبير الطرق والجسور أن كل حافلة صغيرة لها خدمتها الخاصة، ومع انطلاق خدمة النقل الجماعي سيعود سائقو الحافلات الصغيرة إلى عملهم في محافظاتهم، ما يوفر لهم بديلاً حتى لو كان هذا مكان عملهم الرئيسي.
أوضح عبد العظيم أن عدد الحافلات الصغيرة على الطريق الدائري قد ازداد بشكل ملحوظ، وأن معظمها مخالف للوائح، ولا يوجد نظام أو رقابة عليها. في حال مُنع سائقو الحافلات الصغيرة من استخدام الطريق الدائري فور تشغيل خدمة حافلات النقل السريع، فلن يكون أمامهم خيار سوى العمل في وظائفهم المعتادة على متن حافلات مُجدولة في محافظاتهم. أما الحافلات الصغيرة السياحية، فلن تُمنع من استخدام الطريق الدائري.
أوضح عضو سابق في الفريق الفني لوزير النقل الميزات الخاصة لـ BRT قائلاً: “يتكون من 57 محطة، ويشكل حلقة وصل بين خطي المترو الأول والثاني. صُمم ليكون وسيلة نقل آمنة، شبيهة بالمترو، ويعمل بالطاقة النظيفة”. وأشار إلى أن BRT قادر على استيعاب كثافة ركاب عالية جدًا، وهو بنفس سرعة المترو والقطارات. مسارات الحافلات مزودة بكاميرات مراقبة لتجنب الاضطرابات والازدحام وتقليل التلوث.
وأضاف: “محطات النقل السريع الرئيسية هي محطة عدلي منصور ومحطة مطار القاهرة. لدينا الآن شبكة طرق متصلة بالسكك الحديدية عالية السرعة، ومترو الأنفاق، وحافلات النقل السريع، وغيرها من وسائل النقل العام”.
أعلن خبير الطرق والكباري أن التكلفة التقديرية لمشروع BRT تبلغ 9.5 مليار جنيه مصري. ستشمل المرحلة الأولى 14 محطة، تبدأ من أكاديمية الشرطة وتنتهي عند تقاطع الطريق الدائري وطريق القاهرة الإسكندرية الزراعي. سيتم تجهيز المحطات ببوابات إلكترونية، على غرار محطات المترو، وستكون متاحة للمواطنين عبر منحدرات للمشاة على جانبي الطريق. ستشمل المرحلة الأولى 100 حافلة منتجة محليًا مع محطة شحن رئيسية وثلاث محطات شحن ثانوية. ستبلغ سعة الحافلة 66 راكبًا، وتنقل 3200 راكب في الساعة في كلا الاتجاهين. سيساهم هذا المشروع في تعزيز وتحسين نظام النقل العام من خلال جذب مستخدمين جدد لوسائل النقل العام بدلاً من السيارات الخاصة. ستوفر هذه الحافلات للمواطنين أعلى مستوى من الخدمة مع حماية البيئة من خلال تقليل انبعاثات المركبات، حيث ستكون جميع الحافلات المستخدمة حافلات كهربائية صديقة للبيئة.
وأكد أن هذا المشروع يعد أحد الشرايين الرئيسية التي ستساعد في ربط شرق العاصمة بغربها، مع ربط العاصمة الإدارية الجديدة بوسيلة نقل واحدة وسريعة وحضارية ونظيفة وآمنة، تتكامل مع وسائل النقل الأخرى، حيث يتبادل مع (الخط الأول للمترو محطتي زهراء المرج)، و(الخط الثالث للمترو محطتي عدلي منصور إمبابة)، و(القطار الخفيف محطة عدلي منصور)، على التوالي.
صرّح الدكتور حسن مهدي، أستاذ هندسة النقل والطرق بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، في تصريحات صحفية سابقة، بأن مشروع الحافلات الكهربائية يُمثل نقلة نوعية في منظومة النقل في مصر، وسيعود بالنفع على المواطنين، وخاصةً مستخدمي الطريق الدائري. كما سيستفيد من هذا النوع من النقل جميع مستخدمي الطريق الدائري، بمن فيهم أصحاب السيارات، فبمجرد توفر وسيلة نقل جيدة، سيُفضّلونها على السيارات.
وأضاف أستاذ النقل والطرق السريعة أن الحافلات يمكنها عبور الجسور والأنفاق المخصصة لعبور المشاة في مواقف محددة. وتُعد الحافلات الصغيرة ووسائل النقل المماثلة من الأسباب الرئيسية للازدحام المروري بسبب التوقف العشوائي والفوضى.
وأضاف المهدي: “كان من المقرر أن يكون هذا المشروع هو خط المترو الخامس، لكننا وجدنا أن مشروع الحافلات الكهربائية أكثر جدوى وفعالية من حيث التكلفة”. وأشار إلى أنه بعد أعمال التوسعة والتطوير على الطريق الدائري، تمت زيادة عدد حارات الاتجاه الواحد إلى سبع أو ثماني حارات، مع تخصيص حارة في منتصف الطريق لحركة المرور. وسيتم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل. تمتد المرحلة الأولى من تقاطع الطريق الدائري مع طريق الإسكندرية الزراعي إلى أكاديمية الشرطة، وتضم 14 محطة بطول حوالي 35 كيلومترًا.
وأضاف مهدي أن هذا المشروع سيساهم بشكل كبير في استيعاب عدد كبير من مستخدمي الطريق الدائري، سواءً من يملكون سياراتهم أو لا يملكونها. تتوفر مواقف سيارات في جميع محطات الحافلات، حيث يمكن لأصحاب السيارات ركن سياراتهم واستخدام الحافلة. كما تُعد الحافلة وسيلة نقل حضارية وعالية الجودة، تُسهم، إلى جانب الدقة والسلامة، وهما عنصران أساسيان لمستخدمي وسائل النقل العام، في تخفيف الازدحام المروري على الطريق الدائري.
أكد أستاذ النقل أن مشروع حافلات النقل السريع صديق للبيئة، إذ يعمل بالكهرباء، مما يُجنّب انبعاثات العوادم وتلوث الهواء. وقد أُنشئت محطات شحن لتوفير الكهرباء اللازمة لتشغيل حافلات النقل السريع. وسيتم تصنيع الحافلة في مصر وتجميعها في مصانع مصرية، مما يزيد من حصة مصر في هذه الصناعة، ويساهم في توطين قطاع النقل.