وزير الصحة يطالب بتعزيز الرقابة على تداول أدوية الإدمان في السوق المصرية لحماية المجتمع

أكد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان، على ضرورة تشديد الرقابة على تداول الأدوية في السوق المصرية، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لمنع إساءة استخدامها، لا سيما الأدوية النفسية التي قد يُساء استخدامها لأغراض غير علاجية، كعلاج الإدمان.
جاء ذلك خلال مشاركته عبر الفيديو كونفرانس في الاجتماع الخامس عشر لمجلس إدارة هيئة الدواء المصرية، والذي حضره أيضًا الفريق كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل والصناعة، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية. كما حضر الاجتماع الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية؛ والدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية؛ والدكتور هشام ستيت، رئيس الهيئة الموحدة للشراء والتوريد والخدمات الطبية؛ والدكتور أحمد طه، رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية؛ والدكتور عادل العدوي، وزير الصحة والسكان الأسبق. ويأتي هذا الحدث في إطار المتابعة الدورية للتطورات في قطاع الأدوية في مصر.
أكد نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان على أهمية التمييز الواضح بين الاستخدام الطبي السليم للأدوية تحت إشراف طبي وبين استخدامها غير المشروع، مما يُهدد الصحة العامة ويُفاقم مشكلة الإدمان. وأكد أن الوزارة تعمل مع الجهات المعنية على وضع آليات رقابية صارمة على توزيع هذه الأدوية، لضمان وصولها إلى المرضى المحتاجين فقط، ومحاسبة جميع المتورطين.
وأوضح الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الاجتماع تضمن مراجعة شاملة لسوق الدواء المصري لعامي 2023 و2024، حيث أبرز الاجتماع التحسن الكبير في توافر المواد الخام الدوائية، ومتابعة مخزونها الاستراتيجي، بما يعكس استقرار سلاسل التوريد وفعالية الاستجابة للطلب المحلي.
وأضاف عبد الغفار أن الاجتماع ناقش الاستهلاك الدوائي السنوي، مع التركيز على الأدوية التي لا يوجد لها مثيل أو بديل محلي، لدعم الصناعة الوطنية وتعزيز الاكتفاء الذاتي. وأشار إلى أن 91% من الأدوية المتداولة في مصر تُصنع محليًا، وهو إنجاز يُحسب على مستوى الشرق الأوسط.
أشار عبد الغفار إلى أن الاجتماع ركز على تحقيق صادرات دوائية بقيمة تقارب 1.1 مليار دولار أمريكي لمختلف دول العالم، مما يعكس تطور صناعة الأدوية المصرية وقدرتها التنافسية إقليميًا ودوليًا. كما تم استعراض مشروع موازنة الهيئة المصرية للصناعات الدوائية للسنة المالية 2025/2026، بما في ذلك تقديرات الإيرادات والنفقات المقترحة، وأهداف الهيئة للعام المالي الجديد، بما يتماشى مع الخطط الاستراتيجية لقطاع الأدوية المصري، وتحسين الرقابة على سوق الأدوية، وضمان توافر أدوية آمنة وفعالة.
وأوضح عبد الغفار أن الاجتماع ناقش مواضيع مختلفة، منها اعتماد الوكالة من قبل منظمة الصحة العالمية والاتحاد الأوروبي، ووضع خطة لجعل الوكالة منظمة مرجعية عالمية. كما ناقش الاجتماع آخر مستجدات نظام أتمتة الوكالة.
صرح الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية، بأن مصر تعاني من ارتفاع حاد في استهلاك الأدوية، متجاوزًا المتوسط العالمي بكثير. وهذا يُشكل تحديًا حقيقيًا يتطلب توعية وضبطًا. وأكد وجود أدلة على تهريب كميات كبيرة من الأدوية خارج البلاد بشكل غير قانوني، مما يُستنزف الموارد الدوائية الوطنية ويؤثر على توافر الأدوية للمواطنين.
أشار تاج الدين إلى أن بعض المغتربين يعتمدون بشكل دائم على الأدوية المصرية المرسلة إليهم، سواءً عن طريق أقاربهم أو وسطاء. وهذا يتطلب تنظيمًا ورقابة، لا سيما في ظل الوضع العالمي الراهن، الذي يتطلب تأمين احتياجات السوق المحلية. وأضاف أن الدولة، بالتعاون مع الجهات الرقابية والأمنية، تتخذ خطوات جادة للسيطرة على هذه الظاهرة وضمان وصول الأدوية إلى مستحقيها، والحفاظ على الأمن الصحي الوطني. وأكد أن الهيئة تتمتع بسمعة طيبة محليًا ودوليًا، وأن العديد من الدول بدأت تحذو حذوها في إجراءاتها الإدارية والتنظيمية في قطاع الأدوية، مما يعكس مكانتها المرموقة وثقة المجتمع الدولي بفعاليتها.