الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة تحت شعار اليقين

حددت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة المقبلة، التي ستقام يوم 26 سبتمبر 2025، الموافق 4 ربيع الآخر 1447 هـ، بعنوان “اليقين”.

تهدف وزارة الأوقاف من هذا الموضوع إلى زيادة الوعي حول الأسباب النفسية والفكرية للإلحاد وسبل مواجهته وعلاجه.

نص موضوع خطبة الجمعة

الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، ونعلم أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله ﷺ. أما بعد:

للـيقين مكانة عظيمة في الإسلام، فهو أحد أسس الإيمان ويعتبر صفة من صفات المتقين. اليقين هو علم كامل خالٍ من الشك، وهو ما يدفع الإنسان للعمل. وهو أيضًا سبيل صلاح العباد والبلاد. كما قال الإمام ابن القيم رحمه الله: “لا يتم صلاح العبد في الدارين إلا باليقين والعافية”. وهذا يوضح أهمية اليقين في حياة المسلم.

مراتب اليقين

ينقسم اليقين إلى ثلاث مراتب: علم اليقين، وعين اليقين، وحق اليقين. علم اليقين يعني أن الله أخبرنا عن الموت والبعث والحساب. أما عين اليقين، فهي رؤية هذه الحقائق بعيني المجرد. وحق اليقين هو التجربة الشخصية. وقد ذُكرت هذه المراتب في القرآن الكريم.

لتوضيح ذلك، لنفترض أنك سمعت أن العنب قد وصل السوق، فتلك هي مرتبة علم اليقين. وعندما تذهب وترى العنب، فهذه عين اليقين. وإذا اشتريته وأكلته، فقد وصلت إلى حق اليقين.

يقين الأنبياء

سأل إبراهيم عليه السلام ربه أن يريه كيف يحيي الموتى ليزداد إيمانه. قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى…} (البقرة: 260). وهذه اللحظة تعكس رغبة الإنسان في الانتقال من علم اليقين إلى حق اليقين.

عندما واجه موسى عليه السلام فرعون، قال لأتباعه: {كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} (الشعراء: 62) مما يعكس ثقته في معية الله. وكذلك في الغار حينما كان الرسول ﷺ مع أبي بكر رضي الله عنه، قال له: “لا تحزن إن الله معنا”، مما يوضح قوة اليقين في حياتهم.

وسائل تعزيز اليقين

هناك عدة وسائل لتعزيز اليقين في قلب المؤمن، منها:

• تدبر آيات القرآن الكريم، فهي تغذي اليقين.
• التفكر في الآيات الكونية، التي تشير إلى عظمة الله.
• قراءة قصص الأنبياء لتثبيت القلوب وزيادة الإيمان.
• تجنب الاستماع للملحدين وتجنب الجلوس معهم، لتحصين القلب من الشكوك.
• الدعاء إلى الله بأن يمنحنا يقينًا قويًا.
• الصبر والثبات في مواجهة المصائب، حيث أن المؤمن يزداد يقينه في الأوقات العصيبة.

نسأل الله أن يرزقنا إيمانًا كاملاً ويقينًا قويًا، وأن يحفظ وطننا من كل مكروه.