مفتي الجمهورية في اليوم العالمي للغة الإشارة يؤكد أن اختلاف القدرات البشرية دليل على عظمة الخالق

أكد الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الاحتفال باليوم العالمي للغة الإشارة، والذي يُصادف الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام، يحمل رسالة هامة تؤكد أن التواصل الإنساني يتجاوز الحواجز ويعبر العوائق. فالكرامة الإنسانية حق أصيل لكل فرد، يتجلى بغض النظر عن اختلاف القدرات أو وسائل التعبير. لقد خلق الله تعالى البشر بنِسب مختلفة من القدرات والملكات، ويُعتبر هذا التنوع آيةً من آياته ومصدراً لثراء الحياة البشرية.

أهمية لغة الإشارة

أشار مفتي الجمهورية إلى أن لغة الإشارة، التي يستخدمها أكثر من 70 مليون أصم حول العالم، يجب أن تحظى بالاهتمام المطلوب، وذلك إرساءً لمبدأ المساواة وضمان المشاركة الفعّالة لكل إنسان في رحلة البناء والعطاء. إن هذه اللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي جسر يجمع بين الرحمة والتآلف، وأداة لتحقيق مقاصد الشريعة في رعاية الضعفاء وتمكينهم. كما تسهم في فتح أبواب المشاركة الكاملة لهم في النسيج الاجتماعي، على أساس العدل والإنصاف.

التزام المؤسسات بدعم ذوي الإعاقة السمعية

وشدد المفتي على أن تعزيز استخدام هذه اللغة واعتمادها في جميع المؤسسات يعكس روح الإسلام السمحة التي تدعو إلى التراحم والتواصل، وإقامة مجتمع قائم على العدل والتكافل. ومن هنا، يتوجب على المؤسسات والهيئات الوطنية والدولية تبني برامج فعالة لدعم ذوي الإعاقة السمعية، والعمل على إزالة الحواجز التي تعيق إدماجهم في التعليم والعمل والحياة العامة. وذلك يتطلب توسيع نطاق استخدام لغة الإشارة في مختلف المحافل، لكي يتمكن كافة أفراد المجتمع من المساهمة في تشكيل حاضرهم ومستقبلهم.

مبادرات دار الإفتاء المصرية

وكشف مفتي الجمهورية عن أن دار الإفتاء المصرية، التزامًا منها بتمكين ذوي الهمم وضمان وصول المحتوى الشرعي والمجتمعي إليهم بطرق ميسرة، ستطلق مجموعة من المبادرات العملية. تشمل هذه المبادرات تدشين صفحة رسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مخصصة لذوي الهمم، لتكون منصة تفاعلية تقدم المحتوى بلغتهم. وستقوم الدار بعرض كتاب “دليل الأسرة” بلغة الإشارة لضمان وصول المعلومات الإرشادية لأكبر شريحة ممكنة، بالإضافة إلى عرض مجموعة من الفتاوى الدينية والاجتماعية بلغة الإشارة بأسلوب مبسط وواضح. كما سيتم إنتاج سلسلة من الفيديوهات القصيرة تهدف إلى تبسيط الأفكار الدينية والاجتماعية بطريقة جذابة وسهلة.