وزير الكهرباء يؤكد أن مصر ستكون مركزًا إقليميًا ل تعزيز الأمن النووي في الشرق الأوسط وإفريقيا

أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية هي حق أساسي لكل الدول وفقاً لمعاهدة عدم الانتشار. وأضاف أن مصر تواصل جهودها في البحث والتطوير في مجالات الطاقة السلمية والتطبيقات النووية، وذلك بما يتماشى مع رؤية مصر 2030. ويشير إلى أن مصر أصبحت مركزًا إقليميًا لدعم الأمن النووي وتلعب دورًا فعالًا في أنشطة التوعية والتدريب في منطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية.
مشاركة مصر في المؤتمر الدولي للطاقة النووية
أوضح عصمت خلال إلقاء بيان مصر أمام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في دورته (69) المنعقدة في فيينا من 15 إلى 19 سبتمبر، إن مصر تركز على استثمار خبراتها وكوادرها المؤهلة ومرافقها البحثية لتعزيز الاستخدامات السلمية للطاقة عبر التعاون مع الوكالة في الأطر العربية والإفريقية، ومن خلال عضويتها في الهيئة العربية للطاقة الذرية واتفاق التعاون الإقليمي الإفريقي (AFRA).
مشاريع التعاون الفني مع الوكالة
أضاف الوزير في بيان صدر يوم الثلاثاء 16 سبتمبر 2025، أن المؤتمر يهدف إلى توسيع مجالات التعاون الفني مع الوكالة بما يتناسب مع احتياجات مصر المتزايدة من الطاقة. تسهم برامج التعاون مع الوكالة في تنفيذ العديد من المشاريع لدعم الاستخدام الأمثل للمفاعلات، بالإضافة إلى تطوير الموارد البشرية اللازمة لذلك. كما أكد على مشاركة مصر في تركيب معجل خطي طبي ثلاثي الأبعاد “LINAC” لعلاج مرضى السرطان، فضلاً عن استخدام تكنولوجيا الإشعاع في تطوير طفرات نباتية لتحسين إنتاج المحاصيل والتكيف مع الظروف المناخية الصعبة.
تطورات المشروع النووي المصري
استعرض عصمت آخر التطورات في المشروع النووي المصري السلمي لتوليد الكهرباء من خلال محطة الضبعة. ويعد هذا المشروع خطوة هامة نحو تحقيق التنمية المستدامة وتوطين التكنولوجيا الحديثة. كما أشار إلى التقدم في تنفيذ المشروع، بما في ذلك تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدتين الثالثة والرابعة، والتي تشكل جزءًا أساسيًا من أنظمة الأمان النووي الحديثة.
التزام مصر بالمعايير الدولية
أوضح عصمت أن مصر حصلت على إذن إنشاء منشأة تخزين الوقود النووي المستهلك لمحطة الضبعة، وواصلت أعمال الإنشاء والتركيب في الوحدات الأربع، بما في ذلك تركيب مستوى الاحتواء الداخلي للوحدة النووية الثانية. كما يجري تصنيع المعدات المطلوبة لمختلف الوحدات.
وأكد على التزام البرنامج النووي المصري بمراعاة أعلى معايير الأمان، معلنًا عن مشاركة مصر للمرة الأولى في المؤتمر الاستعراضي لاتفاقية الأمان النووي الذي ستستضيفه الوكالة في أبريل 2026.
الشفافية والالتزام الدولي
شدد عصمت على أن مصر تُمارس جميع أنشطتها النووية السلمية بشفافية كاملة، ملتزمة بالقوانين الدولية والمعاهدات ذات الصلة. وأكد رفض مصر لأي محاولات لفرض البروتوكول الإضافي كشرط للتعاون في مجالات الاستخدام السلمي للطاقة.
دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية
استعرض عصمت دور الوكالة باعتبارها الجهة المختصة بالتحقق النووي. ودعا جميع الدول الأعضاء إلى تكثيف الجهود لتحقيق عالمية اتفاق الضمانات الشاملة، مبرزًا أهمية مشروع قرار تطبيق ضمانات الوكالة في الشرق الأوسط الذي يهدف إلى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية.
مصر وحظر الهجمات على المنشآت النووية
أكد الدكتور محمود عصمت على أهمية حظر أي هجوم على المنشآت النووية السلمية، مشددًا على أن الهجوم يعتبر انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي. كما أثنى على ضرورة تحقيق منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط كسبيل لحل المخاطر الإقليمية.
دعوة لوحدة المجتمع الدولي
اختتم الدكتور محمود عصمت كلمته بالتأكيد على أهمية مطالبته بوقف الحرب في غزة وإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني، في ظل الأحداث المؤسفة وآثارها السلبية على السلام والأمن في المنطقة.