كل ما تحتاج معرفته عن نظرية كيو أنون وأفكارها الجذريّة
كيو أنون هي نظرية مؤامرة ظهرت لأول مرة في أكتوبر 2017 على موقع فور تشان (4chan). يدّعي أتباع هذه النظرية أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان يخوض حربًا سرية ضد عصابة تضم متحرشين بالأطفال وعبدة شيطان وآكلي لحوم البشر، وموجودة في هوليوود والحزب الديمقراطي، بالإضافة إلى ما يعرف بـ”الدولة العميقة” في الحكومة الأمريكية.
انتشار كيو أنون
لقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في توسيع نطاق هذه النظرية وزيادة محتواها الجغرافي، مما أدى إلى خوض محتجين قانونيين ونشوب العديد من الحوادث العنيفة.
كيو أنون وبيتزاجيت
تتأصل كيو أنون من نظرية مؤامرة أخرى تعرف باسم بيتزاجيت (Pizzagate). ففي عام 2016، أطلق موقع ويكيليكس (WikiLeaks) مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني المسروقة من حساب جون بوديستا، رئيس حملة هيلاري كلينتون. افترض مستخدمو فور تشان أن تعبير “بيتزا الجبن” في تلك الرسائل كان رمزًا للإباحية، وأن مطعم كوميت بينج بونج (Comet Ping Pong) الذي يتعامل معه بوديستا متورط في انتهاكات جنسية للأطفال.
زعمت نظرية بيتزاجيت وجود مجموعة من النخبة من آكلي لحوم البشر وعبدة الشيطان يديرون حلقة لتهريب الأطفال جنسياً من قبو المطعم، رغم أن المطعم لا يحتوي في الواقع على قبو.
أحد المؤمنين بنظرية بيتزاجيت، إدغار ويلش، أخذ على عاتقه “التحقيق الذاتي”، فاجتاز من ولاية كارولينا الشمالية إلى واشنطن العاصمة في 4 ديسمبر 2016، مسلحًا ببندقية AR-15 وبندقية صيد ومسدس. دخل إلى مطعم كوميت بينج بونج وأطلق عدة طلقات باحثًا عن القبو المزعوم، ثم سلم نفسه بعد أن شكك في المعلومات. في عام 2017، حُكم عليه بالسجن أربع سنوات بتهم تتعلق بالأسلحة الفيدرالية.
معتقدات كيو أنون
يعتقد أتباع كيو أنون أن المسيطر الحقيقي على الولايات المتحدة، أو ما يعرف “بالدولة العميقة”، هم مجموعة من السياسيين ورجال الأعمال ووسائل الإعلام الذين يديرون شبكة سرية للتحكم في العالم. يتهم أنصار هذه النظرية شخصيات بارزة في الحزب الديمقراطي مثل هيلاري كلينتون وباراك أوباما بأنهم جزء من شبكة عالمية تدير تجارة الأطفال وطقوس عبادة الشيطان.
يعزز أنصار كيو أنون فكرة أن دونالد ترامب هو المحارب المقدس في مواجهة هذه الشبكة، وأنه سينفذ خطة “العاصفة”، والتي تعني اعتقال ومحاكمة هؤلاء النخبويين. ويرون أيضًا أن العديد من الأحداث السياسية والانتخابات والكوارث مرتبطة بمؤامرة عالمية.
أحداث 6 يناير
لعب بعض أتباع كيو أنون دورًا بارزًا في اقتحام الكونغرس الأمريكي في 6 يناير 2021، ومن بينهم جاكوب شانسلي، المعروف بلقب “شامان كيو أنون”. شانسلي اشتهر بعد اقتحامه مبنى الكابيتول عاري الصدر، مع وجهه المدهون بألوان العلم الأمريكي، ومرتديًا غطاء رأس من الفرو مع قرون، حاملًا علمًا أمريكيًا مثبتًا على رمح وبوق.
داخل قاعة مجلس الشيوخ، صرخ شانسلي بألفاظ نابية، وصعد منصة القاعة، حيث التقط صورة لنفسه هناك، متجاهلاً أوامر الشرطة بالمغادرة، وترك ملاحظة مكتوبة تقول: “إنها مسألة وقت فقط. العدالة قادمة!”.
