إعلان العفو القبلي في قضية الثأر بين "المحافيظ" و"القطعان"

أعلن الشيخ رجب المحفوظي، ولي الدم من قبيلة المحافيظ، عن عفو القبيلة عن دية القتل في واقعة مقتل أحد أبنائهم على يد أحد أفراد قبيلة القطعان، وذلك لوجه الله تعالى.
جلسة الصلح بحضور الآلاف
جاء هذا الإعلان خلال جلسة صلح كبيرة عُقدت بمدينة سيدي براني بمحافظة مطروح، بحضور أكثر من 10 آلاف شخص من ممثلي القبائل المصرية، إلى جانب وفد من القبائل الليبية.
شهدت الجلسة حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم الشيخ ياسر برهامي، أحد أئمة الدعوة السلفية، واللواء محمد المصري قائد المنطقة الغربية العسكرية، واللواء أحمد حلمي الهياتمي محافظ مطروح، واللواء أمين عز الدين مدير أمن مطروح.
خلفية النزاع
تعود جذور الخلاف إلى عام 1973، بعد مقتل موسى رجب مصطفى، أحد أفراد قبيلة المحافيظ، على يد ناصف عبد الحميد إبراهيم القطعاني، أحد أبناء قبيلة القطعان. ووفقًا للتقاليد القبلية، انتقلت عائلة القاتل إلى ليبيا فيما يُعرف بـ"النزالة" منذ عام 1972، حيث ظلوا هناك قرابة 100 شخص، حتى تمت المصالحة.
أُنجزت عملية الصلح بجهود أئمة الدعوة السلفية بمدينة براني، وبمشاركة عمد ومشايخ القبيلتين.
عودة آمنة لعائلة السمين
قال الشيخ رجب المحفوظي في كلمته: "من قبيلة المحافيظ إلى قبيلة القطعان، سامحناكم وعفونا عنكم في دية القتل لوجه الله تعالى"، مُعلنًا بذلك السماح بعودة عائلة السمين، التابعة لقبيلة القطعان، إلى أراضيها ومنازلها في مدينة براني وضواحيها.
إشادة ليبية بالصلح
أكد سالم كريم، ممثل القبائل الليبية، أن هذا العفو يُعد صفحة مشرقة في تاريخ القبائل، مشيرًا إلى أن القبائل المصرية والليبية أبناء وطن واحد، وأن الاستعمار هو من قسمهم بوضع حدود وأسلاك شائكة لم تمنع ترابطهم. وأشار إلى دعم القبائل المصرية للثورة الليبية، قائلاً: "لن ننسى لهم هذا الموقف النبيل".
مباركة سعودية وتقدير رسمي
في لفتة لافتة، تلقى أئمة الدعوة السلفية في براني مكالمة هاتفية من الشيخ سعد الشاطري، عضو هيئة كبار العلماء في السعودية، هنأ خلالها القبائل بهذا الصلح، وحث المسلمين جميعًا على العفو والمصالحة.
من جانبهم، ألقى محافظ مطروح، ومدير الأمن، وقائد المنطقة الغربية العسكرية كلمات خلال الجلسة، أعربوا فيها عن شكرهم وامتنانهم لكل من ساهم في إنهاء هذا النزاع، مثمنين دور القبائل والدعوة السلفية في تحقيق المصالحة.