خلافات «الرئاسي الليبي» و«النواب» هل تجر البلاد لمستقبل سياسي مظلم ؟

منذ 24 أيام
خلافات «الرئاسي الليبي» و«النواب» هل تجر البلاد لمستقبل سياسي مظلم ؟

ومع تهديد الاشتباكات العنيفة بين المجلس الرئاسي في طرابلس ومجلس النواب في بنغازي بإعادة البلاد إلى الصفر، عادت المخاوف من العودة إلى الانقسام والعنف إلى الظهور في ليبيا، ومن بين المخاوف الرئيسية التي ظهرت في الساعات القليلة الماضية وما برز على الساحة السياسية في البلاد يشمل تزايد التحذيرات بشأن إغلاق حقول النفط والموانئ التي تمثل شريان الحياة الاقتصادي للبلاد.

ويرى العديد من المحللين أن الخلاف بين المكتب الرئاسي الليبي ومجلس النواب يدور حول السيطرة الكاملة على موارد البلاد الحيوية، خاصة النفط الذي يشكل أكثر من 90% من إيرادات ليبيا، فضلا عن السيطرة على البنك المركزي الليبي. ومع تعمق الخلافات، تزداد احتمالات إغلاق حقول النفط والموانئ، مما قد يزيد من تدهور الوضع الاقتصادي الهش في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي في عام 2011، مشددًا على أن هذه الانقسامات هي بداية جديدة للدول الأجنبية لقوى التدخل. مرة أخرى في الشأن الليبي، سواء لدعم طرف على حساب الطرف الآخر أو لتعزيز مصالحهم. وعلى وجه الخصوص، فإن تأثير الفوضى في ليبيا يمكن أن يمتد إلى الدول المجاورة ويهدد الاستقرار في شمال أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.

ويشير عبد الستار حتيتة، الخبير في الشأن الليبي بالقاهرة، إلى أن تصاعد الخلافات بين المجلس الرئاسي في طرابلس ومجلس النواب في بنغازي، نذير شؤم للبلاد ككل، إذ أن العودة لها تداعيات سياسية خطيرة. لعودة البلاد إلى حالة القتال والفوضى وعودة الجماعات العنيفة والإرهابية التي تستغل الفراغ الأمني مراراً وتكراراً لصالحها، يؤدي إلى عودة جديدة للفوضى والاضطرابات، وهو ما يشكل خطورة على دول المنطقة. المنطقة. وأوضح أن إغلاق حقول النفط والموانئ يضعف الدولة الليبية اقتصاديا حتى تتمكن من القيام بدورها أمام الشعب الليبي، كما يزيد من الفقر والبطالة، مما يؤدي في النهاية إلى تحول الشباب إلى الجماعات المتطرفة، وهي كل السيناريوهات التي سيجعل احتواء العنف في المستقبل أكثر صعوبة.

وقال حتيتة لـ”بوابة البلد” إن مصرف ليبيا المركزي شهد عدداً من التطورات المثيرة للقلق في الأسابيع الأخيرة، من بينها محاولات اقتحامه في الساعات الأخيرة من قبل مجموعات مسلحة عنيفة، ما يسلط الضوء على حجم الأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بالبلاد، والتي ويظهر أن مصرف ليبيا المركزي مؤسسة تتبع السلطة التشريعية، وأن التنازل عنه مؤشر على خطورة تصاعد التوترات في ليبيا، خاصة بعد أن أصبح جبهة متنافسة تهدد استقرار البلاد في ظل وجود طرفين معاديين. الحكومتين في طرابلس وبنغازي.

وحذر الخبير في الشأن الليبي من خطورة الجمود السياسي وفشل الأطراف في إيجاد حل لإنهاء الأزمة الليبية وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

وأعلنت حكومة البرلمان الليبي، في وقت سابق اليوم، حالة القوة القاهرة لجميع الحقول والموانئ والمؤسسات والمنشآت النفطية، فضلا عن توقف إنتاج وتصدير النفط حتى إشعار آخر، قائلة في بيان لها إنها تتابع ذلك مع بكل قوتها، والتي تكررت معناها الاعتداءات على المديرين التنفيذيين والموظفين والإدارات في مصرف ليبيا المركزي من قبل مجموعات خارجية.

وأشارت إلى أنه بناء على الواقع فإن هناك مسؤولية قانونية واجتماعية للمحافظة على الأموال العامة والحفاظ عليها والحفاظ على ثروات الليبيين وأموالهم واحتياطياتهم لدى مصرف ليبيا المركزي وكذلك الإيرادات النفطية التي يتم تحصيلها من أجل وحتى لا تقع في أيدي جماعة غير شرعية وتسيطر على البلاد، قررت الحكومة النيابية إعلان ليبيا حالة القوة القاهرة لجميع الحقول والموانئ والمؤسسات والمنشآت النفطية وتعليق إنتاج وتصدير النفط حتى إشعار آخر. .


شارك