أظهر تقرير أمريكي تزايد الخلافات بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة وكيفية مواجهة التحديات المستقبلية في القطاع.
أفاد تقرير إلى الشبكة وقالت شبكة “إن بي سي نيوز” إن الولايات المتحدة تعرب عن قلقها إزاء عدم وجود إجراءات إسرائيلية فعالة للحد من آثار الحرب على المدنيين الفلسطينيين في غزة.
وأشار مسؤولون أميركيون إلى تصاعد الخلاف بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو، خاصة فيما يتعلق بتصور الجانبين لمستقبل قطاع غزة، ومن المتوقع أن تستمر الخلافات في التصاعد علناً خلال الفترة المقبلة.
وفي التقرير، أعرب مسؤولون أمريكيون عن قلقهم إزاء فكرة إنشاء منطقة عازلة في شمال قطاع غزة لحماية إسرائيل من الهجمات المستقبلية المحتملة، وشددوا على أنهم يعتقدون أنه لا ينبغي أن يكون هناك تهجير للفلسطينيين. غزة أو جزء منها.
وترتكز فكرة المسؤولين الإسرائيليين حول إنشاء منطقة عازلة شديدة التحصين في شمال غزة على إفراغ قطاع أمني بعد الحرب بعمق كيلومتر واحد من السكان، بحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت.
وظهر الخلاف الأميركي الإسرائيلي في تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، بأن واشنطن تعتقد أنه لا يمكن إعادة احتلال غزة بعد الصراع، ولا يمكن أن يستمر حصار القطاع، ولا يمكن تقليص سطحه.
وأشار تقرير “إن بي سي نيوز” إلى تزايد الإحباط بين مسؤولي الإدارة، بسبب المشاهد المروعة في مستشفيات غزة وارتفاع عدد القتلى، بعد دعوات واشنطن لنتنياهو إلى اتخاذ المزيد من الخطوات لحماية المدنيين.
وأعلن البيت الأبيض، أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل لشن هجومها على مستشفى الشفاء، وهو المستشفى الرئيسي في غزة، مضيفاً أن “الجيش الإسرائيلي هو الذي يتخذ مثل هذه القرارات.” .
علق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، على اتهامات حماس للرئيس الأمريكي جو بايدن بأنهم يتحملون المسؤولية الكاملة عن الهجوم الإسرائيلي على مجمع الشفاء الطبي، قائلا: “لم نعط موافقتنا على عملياتهم العسكرية في المستشفى”. حسبما أوردت وكالة فرانس برس.
يُشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي توغلت في مستشفى “الشفاء” بمدينة غزة في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، مما أثار مخاوف على سلامة آلاف المرضى والموظفين وغيرهم من المدنيين المحاصرين بداخله.
مضى أكثر من شهر على انطلاق عملية “طوفان الأقصى”، التي نفذتها حركة حماس الفلسطينية في المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، وأسرت فيها عددا من الجنود والمستوطنين الإسرائيليين.
وردت إسرائيل بإطلاق عملية السيوف الحديدية، وبدأت بتنفيذ قصف عنيف على قطاع غزة، ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم من الأطفال، بحسب الأمم المتحدة، إضافة إلى قطع المياه والكهرباء والوقود. وفرض قيود كبيرة على دخول المساعدات الإنسانية، فيما تضاعفت الأزمة في القطاع، أصبح مأساة حقيقية.