هناك جدل كبير حول مسألة رفع الدعم عن الوقود في ليبيا. وأطلقت العديد من التصريحات من قبل أصحاب القرار للمطالبة بإلغاء دعم الوقود، لأسباب وصفها أصحاب الرأي بأنها تسببت في عجز كبير في الموازنة العامة للدولة في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد.
وفي هذا الصدد، قال مستشار القطاع النفطي عبد الجليل معيوف لـ”البلد”: إن “قيم الدعم أثرت على الموازنة، وهي مبالغ مدفوعة بالعملة الصعبة (الدولار أو اليورو)، تبلغ سبعة مليارات”. دولار سنوياً أي خمسة وثلاثون مليار دينار ليبي”. “.
رفع دعم الوقود
وأضاف أن رفع دعم الوقود سيكون للوهلة الأولى إيجابيا، لكن هناك تداعيات أخرى على الأسعار بشكل عام، وكما يقال إن الخطة البديلة هي دفع تعويضات مالية للمواطنين، وهذا في حد ذاته مستحيل، بالنظر من أ دولة لا تستطيع دفع الرواتب في الوقت المحدد.
وأشار إلى أن هناك مشكلة كبيرة في الغرب الليبي وهي مشكلة تهريب الوقود في وضح النهار منذ عام 2012 وحتى الآن. ووصف عبد الجليل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة بأنها “جزء من هذه المافيا، فحكومة الدبيبة هي آخر من يتحدث عن رفع الدعم عن المحروقات”، بحسب تصريحه.
وأشار إلى أن مشكلة دعم الوقود من أبرز المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد الليبي، إضافة إلى تفشي الرشوة والفساد في البلاد، والتي تشكل أضعاف قيمة دعم الوقود.
واعتبر أن هناك قيما كبيرة ساهمت في نهب المال العام مثل رواتب المجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب وحكومة الوحدة الوطنية والحكومة الليبية، والامتيازات الكبيرة التي تتمتع بها هذه الهيئات طوال عقد من الزمن لم تساهم في حل القضية الليبية.
وعن الخطط البديلة، أوضح عبد الجليل أن الحفاظ على الموازنة العامة يجب أن يتم من خلال رحيل هذه الجهات التي لم تعرف كيف تدير شؤون الدولة الليبية.
استراتيجيات لا تعتبر
في المقابل، يرى المحلل الاقتصادي والخبير محمد درمش، أنه لا علاقة بين عجز الموازنة ودعم الوقود: هناك من يقول إن هناك عجزاً في الدخل من العملة الأجنبية أقل من النفقات، بحسب البنك المركزي. التقرير الذي يقول إن استخدام عملة الدولار أقل من النفقات، وفي هذه الحالة يفسر أن هناك عجزاً بحسب وصفه.
وأضاف درمش في تصريحه لـ”البلد” أنه فيما يتعلق بالوقود فإن الموازنة العامة لديها فائض وفقا لإيرادات الموازنة العامة من النقد الأجنبي، وأما بند الوقود فهناك بند في الموازنة العامة الموازنة العامة التي يتم صرف بند الوقود منها بكامله، حيث تقوم المؤسسة الوطنية للنفط بمقايضة النفط الخام في عمليات التزويد بالوقود ويتم هذا التبادل خارج نطاق الضخ المسموح به من عائدات النفط السنوية مقابل الحصول على الوقود.
وأشار إلى أن حصة ليبيا السنوية من النفط تقدر بمليون وستمائة ألف برميل يوميا، وتصدر حاليا نحو مليون ومائتين وخمسين ألف برميل من النفط الخام ومشتقاته يوميا.
وتابع، فيما يتعلق بإيرادات النفط بالدولار، فتحت المؤسسة الوطنية للبترول خطا آخر لا يغطي مصاريف الوقود المستورد من المصافي في الخارج مع الدخل من النفط المباع، وأصبح الأمر مقايضة في الحصول على الوقود في محاولة واحدة . – تخفيض بند الإنفاق على دعم الوقود، وهذا أمر إيجابي، لأنه يساهم في تنويع مصادر الدخل القومي.
وفيما يتعلق بموضوع تسبب الوقود في عجز في الموازنة العامة، أكد درمش أن هذا الأمر لا أساس له من الصحة، وعند إقفال الموازنة العامة في نهاية كل عام يجب اعتماده من أحد مكاتب المراجعة القانونية المعروفة بمصداقيتها بين أوساط الدولة. خمسة مكاتب معتمدة في العالم.
وأضاف: “عندما تكون الموازنة مغلقة ونجد في أي باب من أبواب هذه الموازنة أن هناك بعض الديون، يجب الرجوع إلى الموازنة من بداية العام والتي تصدر بقانون من السلطة التشريعية أو من قبل قرار السلطة السياسية مثل التسوية المالية. “إذا كان هناك دين في الموازنة النهائية، فيرجع إلى الأصل.” الخطة المالية، وهذا الدين كان موجودا في بداية العام في قانون الموازنة وقناة الإنفاق. وكما أوضحنا، يصبح هذا الدين قانونيا، و فإذا لم نجد ذلك الدين فلن يتم الاعتراف به إلا بعد أن تعترف الهيئة بهذا الدين، ويجب توزيع الدين بطريقة تعرف أوجه الإنفاق كل سنة حسب “شخص ما”.
سلوكيات متخذي القرار
وتابع: “مسألة دعم الوقود موجودة منذ عقود ولا يمكن القضاء عليها، خاصة أن دخل الفرد في ليبيا ضعيف والخدمات العامة ضعيفة، ولا توجد مواصلات عامة في البلاد، في ظل هذه الانقسامات السياسية، وأن من يروج أن دعم الوقود أنهك الموازنة العامة هو… «غير صحي».
وشدد على أهمية دراسة سلوك متخذي القرار في ليبيا لأن كل القرارات التي يتم اتخاذها تسمى إصلاحات اقتصادية، دون الأخذ في الاعتبار المتغيرات الأخرى، وكما يعلم الجميع هناك عدة متغيرات تؤثر على هذه الأمور.
وبحسب قوله فإن هناك من يدعي أن تغيير قيمة دعم الوقود كقيم مالية يستفيد منها المواطن دون الأخذ بعين الاعتبار تداعيات هذا القرار بكافة جوانبه، مع تقديم ضمانات بأن العائد سيذهب إلى الجيب المواطن.المواطن. ومع نهاية كل شهر، لا يتم ضمان هذه الأمور نظراً للوضع الحالي الذي تمر به البلاد.
ومضى قائلا: “لا بد من مراعاة عدة نقاط عند التطرق إلى زيادة الدعم ووضع الخطط، ولا بد من النظر في كيفية تحقيق آلية الدفع المالي للمبلغ البديل. هل سيتم دفعه إلى رب العمل؟” ؟” للعائلة، مثل أي شخص يزيد عمره عن 18 عامًا، أو لجميع أفراد الأسرة؟ “يجب أن يؤخذ الجميع في الاعتبار.” ومع أخذ هذه القضايا بعين الاعتبار، فإن هذا الأمر لا يمكن أن يتم في ظل الانقسام السياسي الحالي والأزمات التي تعيشها البلاد. وأضاف “البلاد تمر ويجب دراسة هذه القضايا بما يتناسب مع الواقع الليبي”.
وطالب بدراسة هذا الموضوع وفق استراتيجية هدفها تنويع مصادر الدخل القومي وتحسين المستوى المعيشي للشعب وإنشاء البنية التحتية وفتح فرص العمل وزيادة مستوى الدخل وكسر الاحتكار وتحسين الظروف الاقتصادية. مستوى الخدمات العامة، ومن ثم يمكن إلغاء الدعم تدريجياً لأن المواطن يستطيع تحمل بعض التكاليف لأن دخله يسمح بذلك.
وشدد على ضرورة قيام الدولة باستثمار الموارد المتاحة بشكل مثالي وتنويع مصادر الدخل القومي، من خلال أدوات السياسة الاقتصادية مثل السياسة المالية والنقدية والتجارية. ومن خلال تناغم هذه السياسات نستطيع وضع برنامج إصلاحي شامل للمحافظة على الموازنة العامة، وفق ضوابط قانون مالية الدولة، حفاظاً على الموازنة العامة.