خبير: الوضع في كركوك شمالي العراق قد ينفجر بسبب عوامل خارجية وإقليمية
حذر عصام الفيلي الخبير في الشأن السياسي العراقي وأستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية ببغداد، الاثنين، من أن الأوضاع في محافظة كركوك شمالي العراق قد تندلع بسبب عوامل خارجية أو إقليمية، في حين وصف واعتبرت الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظة “مفاجأة” للقوى السياسية العراقية.
بغداد – البلد. وقال الفيلي في حديث لـ”البلد”: “أعتقد أن ما حدث في كركوك يكاد يكون مفاجأة للعديد من القوى السياسية، وهنا أتحدث عن من ذهب للتوقيع على الإطار التنسيقي ممثلاً بحكومة الوفاق الوطني”. الحكومة والأكراد، بسبب دخول جهات جديدة على خط الأزمة، وبعض هذه الجهات قريبة من الإطار التنسيقي، والقسم الآخر يمثل المكونات الأخرى داخل كركوك.
وأضاف أن “هذا الوضع والمشكلة خلقت وضعا تحت الجلد، ومن الممكن أن ينفجر هذا الوضع، وقد لا يكون ذلك بسبب عوامل داخلية، بل عوامل خارجية أو إقليمية في هذا الموضوع”، معتبرا أن ” وما حدث يؤسس لعلاقة مؤقتة بين الشيعة والأكراد”.
وأضاف: “هنا أتحدث عن الحزب الديمقراطي الكردستاني وبين الأكراد والسنة”.
وعن موقف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من أحداث كركوك، أعرب عصام الفيلي عن اعتقاده بأن الأكراد “يفهمون موقف السوداني بأنه تناول مسألة فتح المقر، ولكن في الوقت المناسب” في الوقت نفسه هناك أطراف في إطار التنسيق من خارج الحكومة، إما التزمت الصمت أو أدلت بتصريحات لغراي بمعنى أن هناك قوى لا تزال غير مؤمنة بمسألة معالجة هذه القضية.
قررت المحكمة الاتحادية العليا في العراق، أمس الأحد، تعليق إجراءات تسليم مقر قيادة العمليات المشتركة في محافظة كركوك شمال البلاد إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني.
وأشارت وسائل إعلام المحكمة، في بيان لها، إلى أنه “بناء على الدعوى رقم. (213/ اتحادي / 2023) وعلى الطلب المتضمن في المحكمة الاتحادية العليا تقرر وقف تنفيذ أمر رئيس مجلس الوزراء / القائد العام للقوات المسلحة تاريخ 25 / 2023 / 8 المتضمن (إخلاء المبنى المزدحم). وحاليا المقر المتقدم لقيادة العمليات المشتركة في محافظة كركوك، والآثار التي ترتبت عليه، “لحين الفصل في الدعوى المذكورة، والتي بموجبها يلزم الحكم بإلغائها”.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2017، أخلت قوة من الجيش العراقي مبنى الحزب الديمقراطي الكردستاني (بزعامة مسعود بارزاني) في كركوك وحولته إلى مقر قيادة العمليات المشتركة، بعد أن نظمت السلطات في إقليم كردستان العراق ما يسمى بـ”استفتاء الانفصال” الذي العام نفسه.
أغلق متظاهرون عرب وتركمان في محافظة كركوك طريق أربيل – كركوك السريع قبل أيام، رفضاً لقرار تسليم مقر قيادة عمليات كركوك للحزب الديمقراطي الكوردستاني (بزعامة مسعود البارزاني)، فيما خرج المتظاهرون الأكراد في كركوك، ظهر السبت، في تظاهرة أخرى احتجاجاً على قطع الطريق الذي يربط محافظتي أربيل وكركوك.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق مقاطع فيديو تظهر اشتباكات واحتكاكات بين المتظاهرين وقوات الأمن العراقية في كركوك، مما دفع القوات الأمنية إلى إطلاق الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين وفرض حظر التجوال.
وقال المتحدث باسم قيادة شرطة كركوك، عامر شواني، الأحد، في تصريحات لـ”البلد”، إن حصيلة الأحداث التي وقعت يوم السبت في المحافظة بلغت 4 قتلى و15 جريحاً، وأشار إلى أن القتلى والجرحى ” نتيجة إطلاق الرصاص الحي، والتحقيقات جارية لمعرفة المسؤولين”.
وأضاف شواني: “تم رفع حظر التجوال المفروض على كركوك وعادت الحياة إلى طبيعتها في المحافظة”.