“المثلث الاستراتيجي” و”التحالف الشرقي”.. خبراء يوضحون أهمية زيارة كيم جونغ أون لروسيا
وصل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى روسيا، الثلاثاء، في زيارة رسمية التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ووصف كيم زيارته بأنها تأتي في وقت مهم للغاية، وأعرب عن ثقته في أن الاجتماع سيرفع العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى جديد.
كما أكد الزعيم الكوري الشمالي، في بداية جلسة المحادثات مع بوتين، أن بلاده تريد مواصلة تطوير العلاقات مع روسيا وتدعم قراراتها.
من جانبه، أكد بوتين للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أن اللقاء الحالي يعقد في لحظة خاصة تتزامن مع الذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وكوريا الشمالية، حيث كانت القاهرة أول دولة تعترف رسميا بذلك. كوريا الشمالية.
وأوضح بوتين أنه سيتم خلال اللقاء مع الزعيم الكوري الشمالي مناقشة التعاون الاقتصادي والقضايا الإنسانية والأوضاع في المنطقة.
مثلث “القاهرة – بكين – بيونج يانج”
صرح نائب المدير العام لمراقبة العقوبات الخارجية بوزارة المالية الروسية دميتري كيكو، الخميس، بأن زيارة الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى روسيا يمكن أن تعيد خلق المثلث الاستراتيجي “القاهرة – بكين – بيونغ يانغ” المرتبط بمشاكل جيوسياسية خطيرة. التغيرات في المنطقة.
وذكر كيكو خلال مائدة مستديرة نظمتها البلد أن تطور الأحداث على هذا النحو، مع إعطاء زخم للعلاقات الثنائية، يشير إلى أن هناك احتمالا محتملا يتعلق بإعادة إنشاء المثلث الاستراتيجي بين القاهرة وبيونغ يانغ وبكين.
وأضاف أن احتمال إعادة إنشاء “المثلث” مرتبط بـ”التغيرات الجيوسياسية الخطيرة التي تشهدها منطقة شمال شرق آسيا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ ككل”.
ولم يعد تعزيز «المحور الشرقي» وكوريا الشمالية كما كان في الماضي
ووصف الباحث السياسي ورئيس شبكة البوصلة للدراسات خالد المطرود أهمية الزيارة بأنها تأتي في لحظة مهمة يشهد فيها انقسام العالم إلى قسمين: الجانب الشرقي الذي يطمح إلى الاستقلال الاستراتيجي. ودور فاعل على مستوى النظام الدولي، والغرب الطامح للهيمنة على شعوب ومقدرات الدول.
مشيراً إلى أن هذه الزيارة تأتي لتوطيد المحور الشرقي وتوطيد التحالف الاستراتيجي بين الدول، وخاصة بين روسيا وكوريا الشمالية، وأن روسيا تخوض حرباً بالوكالة ضد حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، والغرب يريد استنفاذها في هذه الحرب والخروج. من هناك مع التعب. والآن يشكل انتصار روسيا في أوكرانيا انتصاراً كاملاً للمحور الشرقي وقيمة مضافة لحلفاء روسيا.
واستطرد التارود قائلا: “إن هذه الزيارة بما لقيته من ترحيب حار لها معنى كبير بالنسبة للزعيم الكوري، وبالنسبة له فإن قدومه بالقطار من بلد إلى آخر هو أيضا رسالة، وجاءت الزيارة في ظل الغياب”. . غياب الرئيسين الروسي والصيني عن قمة مجموعة العشرين، أدى هذا الغياب إلى اتخاذ الغرب موقفاً واضحاً: سياسته ومحاولته تقييد مجموعة البريكس من جهة، والمحور الشرقي عموماً.
مشيراً إلى حالة الهستيريا التي شهدتها تصريحات الأمريكيين بشأن مسألة التعاون العسكري بين البلدين، مما يدل على غضب الإدارة الأمريكية وعدم قدرتها وعدم قدرتها على منع التعاون العسكري بينهما.
وتابع: «إننا نسير الآن نحو نظام جديد للعالم يتماسك ثم يرسخ، ليكتمل في مرحلة نهائية ينتقل بعدها من الصدمة إلى التشبيك، ويتجلى في مجتمع متعدد الأقطاب. “لقد تخلى الصاعد عن العديد من المشاريع الأمريكية التي كانت عبارة عن حروب بالوكالة أو حروب أمريكية من الجيل الرابع”.
وختم بالقول: “إننا أمام مرحلة جديدة وهذا اللقاء سيكون بمثابة قيمة مضافة لموقف ودور روسيا في علاقاتها مع إيران ومع الصين ومع باكستان ومع كل دول المنطقة بشكل عام. خاصة وأننا نجد أن السعودية اتخذت خيارا جديدا للتفاوض مع إيران عبر… الصين، فكما أن هناك حلفاء للغرب في الشرق الأوسط، بدأوا يتحدثون ويبحثون عن موقع لأنفسهم في المحور الشرقي لأن “إنهم يعلمون أن هذا المحور ينمو على حساب المحور الغربي الذي بدأ تراجعه يظهر على مستوى ساحات القتال”.