أهداف مجموعة العشرين الممر الاقتصادي في الشرق الأوسط
وأعلنت قمة مجموعة العشرين، التي عقدت في نيودلهي مطلع الأسبوع الجاري، عن اتفاق بشأن مشروع ممر اقتصادي يربط الهند وأوروبا عبر الشرق الأوسط.
وتشمل الاتفاقية عدة دول، وتتضمن مشاريع السكك الحديدية، وربط الموانئ البحرية، بالإضافة إلى خطوط نقل الكهرباء والهيدروجين، وكابلات نقل البيانات.
وتم توقيع الاتفاقية المبدئية للمشروع بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.
وقال خبير العلاقات الدولية الدكتور ماك شرقاوي، في حديث لراديو البلد: “إن الممر الاقتصادي الجديد، والذي أطلق عليه طريق الحرير الهندي، هو نتيجة التحالف الاقتصادي “الرباعي” الذي تأسس عام 2020 بين الهند واليابان والولايات المتحدة والدول العظمى”. بريطانيا، وهذا المشروع يهدف تفاعل هذا التحالف أيضًا إلى الهروب من حركة الشحن من مضيق هرمز، وبحسب المعلومات المنشورة على هذا الطريق، تنطلق السفن من ميناء مومباي في الهند إلى الفجيرة، ومن ثم يتم تفريغ السفن. في الفجيرة ويتم نقل البضائع عن طريق السكك الحديدية إلى دبي، المملكة العربية السعودية، عبر الأردن، ثم إسرائيل إلى ميناء حيفا، ثم مرة أخرى عن طريق البحر إلى اليونان ثم مرة أخرى عن طريق السكك الحديدية إلى بقية أوروبا.
«لذلك فإن هذا المشروع لا يقتصر فقط على هدف نقل البضائع، إذ لا يوجد عملياً ما يقارن بالنقل البحري من حيث التكلفة المنخفضة والسرعة، إذ يمكن للسفينة نقل 20 ألف حاوية، لكن قد يكون هدفها نقل المنتجات. البيئية والإيكولوجية. الهيدروجين الأزرق إلى أوروبا، بالإضافة إلى كابلات البيانات والربط الكهربائي”.
واعتبر الشرقاوي أن المشروع هو “مبادرة أميركية شرق أوسطية لتعميق التحالف الرباعي في ظل استياء واشنطن من مجموعة البريكس. ولهذا تسعى الولايات المتحدة إلى سد الفجوة في العلاقات الأميركية، وهناك أيضا الكثير من وتكهنات بشأن هذا المشروع، الذي قد يهدف أيضا إلى منافسة طريق الحرير الصيني، الذي تشارك فيه 69 دولة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، وبالتالي قد يكون المشروع محاولة للحد من النفوذ الصيني.
وأوضح أحمد بيومي، الباحث في وحدة دراسات الاقتصاد والطاقة، أنه “عند التفكير في هذا الممر الذي يسمى بالممر الأخضر، تم الأخذ بعين الاعتبار احتياجات أوروبا من الطاقة والغذاء، باعتبار أن الهند أحد المنتجين الرئيسيين للغذاء”. ومنطقة الخليج منتج رئيسي للطاقة، وتتطلع أوروبا عبر هذا الممر لتلبية احتياجاتها من الغذاء والطاقة، ويشرف الاتحاد الأوروبي على استثمارات خارج أوروبا تقدر بنحو 300 مليار دولار، يهدف معظمها إلى التأثير على حركة التجارة.
وشدد الباحث على أن “النقل بالسكك الحديدية لا يمكن أن يحل محل النقل البحري نظرا لانخفاض تكلفته وسرعته”، لافتا إلى أن “مصر وقعت مع الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر الماضي اتفاقية الممر الأخضر ضمن هذا المشروع، وترى أنه يخدم مصالحها”. ويسمح بزيادة الحركة التجارية بين دول الممر، ويخدم بشكل أساسي الدول غير الساحلية التي ليس لها منفذ على البحر، لكنه لن يؤثر على قناة السويس التي يمر عبرها حوالي 12 بالمئة من الحركة التجارية العالمية، و يتطور بشكل مستمر، مما يجعل من المستحيل العثور على بديل أفضل.
أكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الهاشمية الدكتور جمال الشلبي، أن “مشروع الممر الاقتصادي متفائل، فهو يحاول تحقيق التوازن مع مشروع الحزام والطريق الصيني، ومن خلاله تحاول واشنطن القول بأنه حاضر في كافة المشاريع السياسية والاقتصادية، ويرتبط أيضاً بتحولات النظام الدولي، ويمثل محاولة لفتح أفق جديد للاقتصاد العالمي الذي دخل حالة من التباطؤ، حيث يحتاج العالم إلى الترابط. والعمل معًا ضمن إطار، وإلا سيؤدي ذلك في النهاية إلى نتائج اجتماعية سيئة، ولعل ما يحدث في أوروبا مع صعود اليمين هو مجرد انعكاس سلبي لما يحدث في اقتصاديات هذه الدول.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن “النظام العالمي يتجه نحو التعددية، والخليج مهتم بأن يصبح العالم متعدد الأقطاب، وألا يضع كل بيضه في السلة الأمريكية، ومن هنا يمكن أن تكون هذه فرصة للخليج للخروج”. من العباءة الأمريكية عبر باب الطاقة”.